ربيبة من ذوات الغنج والحور

رَبيبةٌ من ذَواتِ الغُنجِ والحَوَرِ

سَبَتْ فُؤَادي فلم تُبقي ولم تَذَرِ

قد هاجتِ الشَوقَ مني نحو مُرسِلِها

فأَصبَحَ السَمْعُ محسوداً من البَصَرِ

أَهدَى بها حَمَدُ المحمودُ مَكرُمةً

منهُ فكانَ جليلَ العينِ والأَثَرِ

هو الكريمُ الذي تَسمُو مَواهِبُهُ

عن النُضارِ فيُهدِي أَنفَسَ الدُرَرِ

أَفادني من عطاياهُ بِنافلةٍ

جاءَت على غيرِ مِيعادٍ ولا خَبَرِ

خَيرُ الكرام الذي يُعطيكَ مُبتدِئاً

وأَبهَجُ الرفد رِفْدٌ غيرُ مُنتَظَرِ

اللَوْذعي الذي في مِصرَ مَجلِسُهُ

وذِكرُهُ لا يَزالُ الدَّهرَ في سَفَرِ

جِهادُهُ في سبيلِ العِلم مُلْتَزَمٌ

وهَمُّهُ الدَّرسُ في الآياتِ والسُوَرِ

قد جاءَني مدحُهُ عَفواً فحمَّلَني

شُكراً ثقيلاً عظيمَ القَدْرِ والقَدَرِ

لَبِستُ حُلَّةَ فخرٍِ منهُ زاهرةً

بالحُسنِ لكنَّها طالَتْ على قِصَري

راقَتْ بعَينَيهِ أَبياتٌ قد انتشرَتْ

في مصرَ كالحشَفِ المطروح في هَجَرِ

هاتيكَ أسعدُ أبياتٍ ظفرتُ بها

فإنَّها جعلَتني أسعدَ البشَرِ

عينٌ قدِ استَحسنَتْ مَرْأىً فطابَ لها

واللهُ يَعلَمُ سِرَّ العينِ في الصُوَرِ

أَخافُ إنْ قُلتُ لم يَصدُقْ لهُ نَظَرٌ

مَن كان في كلِّ أَمرٍ صادقَ النَظَرِ