شوقي إليك كما علمت طويل

شوقي إليكَ كما علِمْتَ طويلُ

ولَعلَّ صبري في هواكِ جميلُ

يا غائباً في القلبِ يحضُرُ شخصُهُ

فكأنَّهُ لي منكَ عنكَ بديلُ

بَعُدَ المزارُ على ضعيفٍ قاصرٍ

هذا الكتابُ إليكَ عنهُ وكيلُ

إن كُنتَ تُنكِرُ لوعةً بفُؤادهِ

فلهُ شُهودٌ من ضَناهُ عُدولُ

حالت موامي الأرضِ دُونكَ بالنَّوَى

ولطَالما دُونَ البُدورِ تَحُولُ

ورأيتُ شخصَكَ في البِعادِ فإنَّهُ

قَمَرٌ نراهُ وما إليهِ وُصولُ

يا دُرَّةَ الغَوَّاصِ دُونَ لِقائها

لُجَجٌ فَدَيتُكَ هل إليكَ سبيلُ

نَترتْ صُروفُ الدهرِ عِقدَ نِظامنا

فنَثَرتُ دمعي وهو فيكَ قليلُ

شَطرُ الفُؤادِ حبيبُهُ فإذا نأي

نُهِكَ الفُؤادُ فطُلَّ منه قتيلُ

طال انتِظاري والحَياةُ قصيرةٌ

وكلاهُما سببٌ عليَّ ثَقيلُ

ويلاهُ قد ضاعَ الزَمانُ فساقطٌ

يومٌ يَمُرُّ ولا يَراكَ خليلُ

رُكنُ الحياةِ نعيمُها إن لم يكُنْ

في العَيشِ طيبٌ فالحياةُ فضولُ

بأبي المريضُ السالمُ الشَرَفِ الذي

يَشتاقُ عَوْدَةَ مثلِهِ جبريلُ

مَن ليسَ يَرَغبُ في سلامةِ نفسهِ

إن كانَ لم يَسلَمْ لديهِ جميلُ

يا ناحِلَ البَدَنِ العليلِ بلُطفِهِ

لا صَحَّتِ الدُنيا وأنتَ عليلُ

يا ليتَ عندي صِحَّةً تُفدَى بها

لكن عليَّ منَ الفِراقِ نُحولُ

سَيَزُولُ سُقمٌ مثلَ عافيةٍ مَضَتْ

إذ كلُّ ما تحتَ السماءِ يزُولُ

هذا الخُسوفُ عراكَ يا بدرَ الدُجَى

ونَرَى خُسوفَ البدرِ ليس يطولُ