قد قام رب الدار في أوطانه

قد قامَ رَبُّ الدَّارِ في أوطانِهِ

وجَرَى الجَوادُ هُناكَ في مَيدانِهِ

واخضَرَّ ما قد جَفَّ من نَبْتِ الرُّبَى

فجرَت مياهُ الخِصبِ في عِيدانِهِ

عاد الرَّبيعُ إلى الدِّيارِ بزَهرهِ

كزَمانِهِ بعدَ انقضاءِ زَمانِهِ

وأفادهُ سَعدُ الشِّهابِ نَضارةً

في آبَ لم تَخطُرْ على نَيْسانِهِ

أتَتِ الوِلايةُ أهلَ منَصبِها الذي

لا يستحي أحَدٌ بلثمِ بَنانِهِ

للمجدِ في لُبنانَ بيتٌ شامخٌ

آلُ الشِّهابِ الرأسُ من أركانِهِ

قومٌ لهم شَرَفٌ قديمٌ من مَدَى

زَمَنٍ عَصى التأريخَ حِفظُ أوانِهِ

لو هَمَّ نُسَّابُ الحِجازِ بضبطِهِ

بَلغَ السِّياقُ بهِ إلى عَدنانِهِ

كم قاطفٍ للزَّهرِ من عُرضِ الفَلا

يا مَن قطفتَ الزَّهرَ من بُستانِهِ

مَن كانَ مِن نسلِ البشيرِ فذاكَ لم

تَكُنِ الممالِكُ فوقَ رِفعةِ شانِهِ

ذاكَ الذي ضَبَطَتْ عِنانَ بِلادِهِ

يَدُهُ كما ضَبَطَت عِنانَ حِصانِهِ

قد كان يُطفي الماءُ جمرةَ غيرهِ

والماءُ يُحرِقُهُ لَظَى نِيرانِهِ

وقد اقتبستَ خِصالَهُ وصفاتَهُ

من حيثُ كُنتَ نشأتَ في دِيوانِهِ

والأصلُ يجري في الفُروعِ زكاؤُهُ

فيُولِّدُ الأثمارَ في أغصانهِ

سُرَّت بمَنصبِكَ البِلادُ لأنَّهُ

في طالعٍ بالسَّعدِ عَقْدُ قِرانِهِ

ما زالَ يُهديكَ الهَنا بكتابهِ

مَن ليسَ يُمكنُهُ الهَنا بلِسانِهِ