ماذا يؤمله الحسود بجهده

ماذا يُؤَمِّلُهُ الحَسُودُ بجَهْدِهِ

إذ يَقصِدُ الموَلى كَرامةَ عبدِهِ

وإذا أرادَ اللهُ عَوْنَ مُوفَّقٍ

جُعَلِتْ مَلائكةُ السَّماءِ كجُندهِ

للهِ سِرٌّ في العِبادِ وحِكْمةٌ

تَدَعُ الرَّشيدَ كغائبٍ عن رُشدِهِ

يَقضي بما يَهْوَي فَسَلْ عن فِعِلِهِ

إنْ شئِتَ لكنْ لا تَسَلْ عن قَصدِهِ

والدَّهرُ كالبُستانِ بينَ رِجالهِ

لا بُدَّ يُؤذِي الشَّوكُ قاطفَ وَردِهِ

لو لم نَكُنْ ذُقنا مَرارةَ صَبرِهِ

بالأمسِ لم نَعرِفْ حَلاوةَ شَهدِهِ

لا تَحمَدِ الأمرَ الذي أبصَرتَهُ

حَتَّى يَتِمَّ فقمْ هُناكَ بَحمدِهِ

وإذا قَبَضْتَ مِنَ الصَداقةِ دِرْهماً

كَلِّفْ تجاريبَ الزَّمانِ بنَقْدِهِ

إنَّ الصَّديقَ هُوَ المُقيمُ على الوَفا

في وَقتِ ضَنْكِ العَيشِ لا في رَغدِهِ

أهْلُ الصَّداقِةِ في النُّحُوسِ قَلائلٌ

والكُلُّ أصحابُ الفَتَى في سَعدِهِ

ليسَ الجميلُ لِمَنْ يُعاهِدُ صاحباً

إنَّ الجَميلَ لِمَنْ يَقومُ بعَهدِهِ

لا يحَفَظُ الوُدَّ السَّليمَ لرَبِّهِ

مَن لم يكُنْ للناسِ حافظَ ودِّهِ

يا نِعمةَ اللهِْ الذي لَكَ نِعمةٌ

من فَضلِهِ وكَرامةٌ مِن عِندِهِ

وَعَدَ الإلهُ الصَّابرِينَ بعَونِهِ

لا تَحسَبَنَّ اللهَ مُخلِفَ وَعدِهِ

كم قد تَجرَّدَ سيفُ رجزٍ قاطعٌ

سَحَراً فأمسَى نائماً في غِمدِهِ

وَلَكَمْ تَمزَّقَ من سَحابٍ فارغٍ

قد كانَ يَرجُفُ بَرقُهُ من رَعدهِ

من عاشَ في هذا الزَّمانِ يَعوزُهُ

صَبرٌ على حَرِّ الزَمانِ وبَرْدِهِ

لا يُحْزِنُ المَرَضُ الفَتَى بقُدومِهِ

يوماً عليهِ كما يَسُرُّ بفَقْدِهِ

إنْ كُنتَ أحسنتَ الوَفاءَ فهكذا

قد أحسنَ المَلِكُ العظيمُ بِرِفدِهِ

شارَكتَهُ بالأمسِ في أتعابِهِ

واليومَ أنتَ شريكُهُ في مَجْدِهِ