مدامع جفن الصب إحدى الفواضح

مدامعُ جفنِ الصَبِّ إحدى الفواضحِ

فيا لَكَ سِرّاً واقفاً تحتَ بائحِ

ومَن كانَ منَّا ليسَ يَملِكُ قلبَهُ

أيَملِكُ دمعاً سافحاً إثْرَ طافحِ

وقفنا على وادي الغَضا وغُصونُهُ

تكادُ لوَجْدي تَلتَظي من جوانِحي

نرى كِلَلَ الأظعانِ بينَ ضُلوعنا

ونَسألُ عنها كُلَّ غادٍ ورائحِ

لكلِّ مُحِبٍّ في هواهُ سَجيَّةٌ

ولكنَّ ما كُلُّ السجايا بصالحِ

وأعدَلُ أهلِ الحُبِّ من ليس يلتجي

إلى بسطِ عُذْرٍ في مُلاقاةِ ناصحِ

هَويتُ الذي أعطى العلومَ فُؤادَهُ

فأعطَتْهُ منها سانحاً بعدَ بارِحِ

تمَّنيتُ باسم الخِضْرِ فيهِ وطالما

ترَى المرءَ لا يخلو اسمُهُ من لوائحِ

وَجَدْتُ بهِ بل منهُ مُتعةَ سامعٍ

ويا حبَذَّا لو نِلتُ رؤيةَ لامحِ

بهِ حسَدَتْ عينايَ أُذني ورُبَّما

تخصَّص بالإقبال بعضُ الجوارحِ

لَعُوبٌ بأطراف الكلام على الصِّبا

رأيتُ بهِ الممدوحَ في ثوبِ مادحِ

وهيهات ليسَ السِنُّ مانحةَ النُّهَى

لمن قلبُهُ بالطبع ليسَ بمانحِ

إذا تَمَّ فاقَ الشَّمسَ في غُرَّة الضُّحَى

هلالٌ يفوقُ البدرَ في سَعدِ ذابحِ

لكلِّ حديثٍ في الزَّمانِ خواتمٌ

تَدُلُّ عليها مُحكَماتُ الفواتحِ