نزع القريض إلى حمى نقاشه

نَزَعَ القَرِيضُ إلى حِمَى نَقَّاشِهِ

كالطَيْرِ مُبتدرِاً إلى أعشاشِهِ

حَملَتْهُ أجنِحَةُ الصَبابةِ فاستَوَى

مُتَمَتِعّاً منها بِلينِ فِراشِهِ

يا حَبَّذا ذَاكَ المَزارُ فإنَّهُ

وِرْدٌ بهِ يُرْوَى غليلُ عِطاشِهِ

خَلَعَ الحبيبُ عليهِ بَهْجةَ أُنسِهِ

وعلى مَنازِلِنا دُجَى إيحاشِهِ

يا دارَ مَن أهوَاهُ حَيَّاكِ الصَّبا

وسَقاكِ مُزْنُ الصُبحِ صَفْوَ رَشاشِهِ

إن كانَ قَدْ سَكَنَتْ عليكِ رِحالُهُ

فالقلبُ لم تَسكُنْ بلابلُ جاشِهِ

طُبِعَ الزَّمانُ على تَقَلُّبِ حالهِ

وعلى تَلَوُّن وَجهِهِ ورِياشِهِ

ما زَالَ يَنصَحُنا بنَكْبَةِ غيرِنا

ويَظُنُّهُ المنصوحُ من غُشَّاشِهِ

لا يذكُرُ الإنسانُ أمرَ مَعادِهِ

إذ كان مُشتَغِلاً بأمر مَعاشِهِ

يَستأْمِنُ الجَزَّارُ وهْوَ يَرَى المُدَى

يَخْطَفْنَ حَوْلَ نِعاجِهِ وكِباشِهِ

يا مُسعِفاً دهري عليَّ بهَجْرِهِ

لا تُسعِفِ البازي على خُفّاشِهِ

أنْعِمْ بتَرْداد الرسائل مُنعِشاً

مَن أنتَ مُقْتَدِرٌ على إنعاشِهِ