أرى في يد التسماح عظما مجردا

أَرَى في يد التِسماح عَظماً مجرَّداً

ومَدمَعُهُ يجري على ذلك العَظمِ

فاذهلني هذا الصنيعُ لانهُ

صنيعةُ وحشٍ فاتكٍ عادمِ الحِلمِ

فقلتُ اتبكي الذنبَ كونك قاتلاً

فمالك تَذرِي الدمعَ سَجماً على سَجمِ

اجابَ لقد فوَّقتَ سهماً ولم تُصِب

وشتَّانَ يا ذا الوهمِ جهلُكَ من عِلمِ

لَعَمركَ ما نَوحي على الميتِ انما

على العَظم اذ لم يبقَ لي فيهِ من لحمِ

وما كانَ فيهِ من لُحومٍ نَهِمتُها

وما عاد لي من بعدُ ما يبتغي نَهمي

ففكَّرتُ في الخاطي المُصِرِّ وحتفهِ

فيبكي ولكن لا على الذَنبِ والجُرمِ

ولكن على عُمرٍ تَقضَّى ولم يَعُد

لهُ زَمَنٌ يُحظيهِ في لَذَّة الجِسمِ

فيا مدمعاً عندَ المنيةِ باطلاً

تسحُّ لقد مرَّ الزمانُ فلا تَهمِي

فمن نُقطةٍ كانت تبوخُ جهنَّمٌ

وتُوفي قِصاصَ الذنبِ بالكيفِ والكمِّ

وانكَ قبلَ الآنَ تبكي على الخَطا

وتُؤثِرُ رَحضَ النفسِ من دَرَنِ الإِثم