إن كنت ذا شوق فإني أشوق

إن كنتَ ذا شوقٍ فإني أَشوَقُ

أو كنت ذا عِشقٍ فإني أَعشَقُ

أَولَيتَني حُبّاً وانك صادقٌ

لكِنَّني قَسَماً أَحَبُّ وأَصدَقُ

لا فضلَ لي إذ إِنَّ شخصك مبهجٌ

ومحبَّبٌ من كل لحظٍ يُرمَقُ

ها أنتَ مجموعُ الجَمال فقُل إذاً

ما عُذرُ قلبٍ لا يُحِبُّ ويعشقُ

اضحت شمائلك التي فتكت بنا

منها المحاسنُ كلُّها تتفرَّقُ

وافت صحيفتُكَ التي قد أسفرت

عن صُبح حبّكم الذي لا يُغسِقُ

نشرت لما اطوتهُ من نشر الهَوى

ومحبَّةٍ منكم تَنِمُّ وتَعبَقُ

اهدت لنا أَرواحَ عَرفِ سَلامكم

ولرُوحكم أَرواحنا تستنشقُ

وجَنابِكَ العالي وتلكَ أَليَّةٌ

اني اليكم لم أَزَل أَتشوَّق

وأَمرتَني اني اجيءُ اليكمُ

من غير تأخيرٍ ولا اتعوقُ

انت الأميرُ وإِنَّ امرك نافذٌ

فينا بلا ردٍّ وحُكمُكَ مُطلَق

والأمرُ امركَ وَهوَ محمولٌ على

رأسي وعيني كلُّ قولٍ تَنطِقُ

لكن لِيعلَم سَيِّدي متحقِّقاً

صِدقَ المقال وانهُ لمحقَّقُ

أَنِّي لمشتغلٌ بشُغلٍ شاغلٍ

وَسعُ الفَضاءِ لَدَيَّ منهُ ضَيِّقُ

حتى لما انا فيهِ من بَرَح العَنا

اطوي النَهار طَوىً ولا اتريقُ

ولقد بُلِيتُ من الزَمانِ بمِحنةٍ

مع عُصبةٍ صخريَّةٍ لا تُشفِقُ

ابناءُ صخرٍ قلبهم كصخورهم

لن يشفقوا ابداً ولن يترفقوا

لا يبتنونَ بارض مَرءٍ كُوَّةً

الا ويُهدَمُ صبرُهُ بل يُصعَقُ

كَلا ولن يرفوا لهُ متردّماً

الا ويَبلى عمرُهُ ويُمزَّقُ

قالوا خُلِقتَ لِمحنةٍ فأَجَبتُهم

خُلِقَت لي المِحنات قبلاً أُخلَقُ

ولقد عَفا جِسمي وأُنحِلَ مجثمي

ثمَّ اختفَى رسمي واوشك يُمحَقُ

ذا عُذرُ من يرجوك حُسنَ قَبُولهِ

يا مَن بِهِ آمالنا تتعلَّقُ

وانعَم ودُم واسلَم وفُز في نِعمةٍ

غرَّاءَ ثوبُ نعيمها لا يَخلُقُ

تولي المكارم عن يدٍ مبسوطةٍ

للخيرِ ما طال المَدَى لا تُطبَقُ

ونَداكَ مسؤُولٌ وجودك سائلٌ

ورِضاكَ مأمولٌ وانت موفَّقُ