قرت لحاظ والفؤاد قرير

قرَّت لحاظٌ والفؤَادُ قريرُ

لمَّا استقرَّ لسعدك التقريرُ

هتفت لبُشراكَ الحَمامُ بأَيكها

مذ جاءَ في بُشرَى السُرور بشيرُ

واهتزَّت الأَعطافُ من أَلبابنا

طَرَباً وكادت بالحُبورِ تطيرُ

أَمِنَت بأَمنكمُ العِبادُ وآمنت

كلُّ البِلادِ بانك المنصور

وصدعتَ عظمَ الدهر صَدعةَ فاتكٍ

فغدا يَئنّ وعظمُهُ مكسورُ

البابنا بكمالهِ مفتونةٌ

ولُبابنا بجَمالهِ مبهورُ

افديكَ من سهمٍ سعيد الحظّ ما

ناواكَ الَّا جاهلٌ مغرورُ

لما غدا وِترُ الوَرَى صَدرَ الوَرَى

صَدَرَ الحسودُ وصَدرُهُ موتورُ

فالمستميحُ سِواكَ ممطولٌ

ولكن مستميحك في الجَدَى ممطورُ

فالخيرُ في الدنيا لعمرك متجرٌ

وافي المكاسبِ فَهوَ ليسَ يبورُ

وكذا الصنيعُ من المحامد منهلٌ

عَذبُ المواردِ فهو ليس يغورُ

لكم التهاني ما صفا وِردٌ وما

بَسَمَت لحُكم العادلينَ ثغورُ

ما زلتُ اثني عزمنا فيكم وان

زَعَمَ الحواسدُ انني لجسورُ

لو تعلم الشُعراءُ في شعري بكم

ذاب الفَرَزدَقُ غَيرةً وجريرُ

وترى الحسودَ معذَّباً فكانهُ

ميتُ اتاهُ ناكرٌ ونكيرُ

لكم البقا كَبِّر عليهم أَربَعاً

مُذ احرزتهم تُربةٌ وقُبورُ

انتم نسيمٌ ان هَبَبتُم شمأَلٌ

والغيرُ ريحٌ اذ يهبُّ حَرُورُ

لو ان حللتم في سِباخٍ اصبحت

خِصباً سميناً ليس فيها بورُ

ما أَمَّ قومٌ مثلهُ يوماً ولا كبنيهِ

أَمَّ مصاحبٌ وعشيرٌ

كلا ولا الديباجُ ضمَّ نظيرَهُ

وكطِفلهِ ما ضمَّ قَطُّ سريرُ

فكانهُ شمسٌ بآفاق العُلى

وبنوهُ في أُفُقِ العَلاءِ بدورُ

شمسٌ اضت وبنوهُ زُهرٌ لُمَّعٌ

بمجرَّة المجدِ الاثيلِ تُنيرُ

قومٌ بعُرفهمِ بلوغ أَشُدِّهِم

حَزُّ الغلاصم والغبارُ يثورُ

مجموعهم بالفضل جمعٌ سالمٌ

لكن سواهم جمعهم تكسيرُ

لهمُ باكباد العظائِم موردٌ

وعن الدنايا الهينات صدورُ

يجرونَ في يوم الوَغَى حتى ترى ال

أَرَضينَ راجفةً تكادُ تمورُ

واذا امتطَوا متنَ الخُيولِ كانهم

أُحُدٌ ورَضوَى يَذيلٌ وثبيرُ

لا بِدعَ ان هَجَرَ الغمودَ نِصالُهم

فلها غمودٌ أرؤسٌ ونُحورُ

فكأنما الاسياف حَبُّ خرائدٍ

ضُمَّت عليهِ ترائبٌ وصدورُ

سيماهمُ طولُ النِجادِ فقد يُرِي ال

مُرَّانَ مُعتقلُ السلاحِ يسيرُ

وكأنما جَفن الغَزالةِ ارمدٌ

وافاهُ منهم في العَجاج ذَرُور

وتفردوا بالمجد حتى ان غدوا

تُومِي اليهم أَنمُلٌ وتُشِيرُ

ان شئتُ أَبلُغَ شَأوَ نعتِ خِلالهم

هذا مُحالٌ والمُحال غرورُ

ويَبِينُ اني عاجزٌ مع ذا الورى

ولسانُ كلٍ عنهُ فيهِ قصورُ

سيما قصوري المستعاذُ وإنما

سيماءُ مثلي العجزُ والتقصيرُ

واذا رويتُ الخير عنكم مُسنِداً

ما فُهتُ زُوراً والشهودُ حضورُ

الفضلُ منكم والصِيانةُ والتُقى

والمَكرُماتُ مع الحِجَى والخِيرُ

إني بليدٌ في مديح سواكُمُ

لكن بمدحك شاعرٌ نحريرُ