لا تعجبن بمن راضوا الجسوم فقد

لا تَعجَبَنَّ بمَن راضوا الجسومَ فقد

تروَّضَ الوحشُ كيفَ الإِنسُ لم يُرَضِ

قد اغرضوا غَرَضَ الرُوحِ المُنيف فما

أَخطَت سِهامُهُمُ عن ذلكَ الغَرَضِ

واعرضوا فيهِ عن أعراض جِسمهمِ

هل جوهرُ الجِسمِ إلا أَدنَسُ العَرَضِ

وغيرُهم نَبَذوا الإِعراضَ عنهُ لذا

تعرَّضوا منهُ للأَعراضِ والعَرَض

شَتّانَ بينَ صحيحٍ ما بهِ سَقَمٌ

وبينَ مُضنىً بحدِّ السُقمِ منقرِض

وبينَ من راضَ جسماً ذابَ من قَشَفٍ

وبينَ ذي رَفَهٍ راضٍ بهِ ورضي

ان الضعيفَ لَيَقتاتُ البُقولَ بَلِ ال

قويُّ ياكل كلاً غيرَ معترضِ

فحِميةُ المرءِ في إِبَّانَ صِحَّتِهِ

بَمعرِضِ الطِبِّ كالتغليظ في المَرَضِ