لكم التهاني فالزواج جميل

لَكُمُ التهاني فالزَواجُ جميلُ

لكنَّما ثوبُ العَفافِ جليلُ

هذا لَعَمرُكَ جيّدٌ ومبارَكٌ

ان لم يكن للإِحتمالِ سبيلُ

قد كُنتُ أَهوَى ان أَرَى كُلَّ الورى

مِثلي فهل لذَوِي الجِهادِ مثيلُ

فالأَرضُ يملأُها النِتاجُ ويملأُ ال

ملكوتَ رهطٌ عاشَ وَهوَ بَتُولُ

التابعُ الحَمَلَ الذبيحَ وشأنُهُ

لطُهورهِ التقديسُ والترتيلُ

سِرٌّ تشرَّفَ في وِلادةِ مريمٍ

قد زان هام أُهَيلهِ الإِكليلُ

ان الزَواجَ مكرَّمٌ ومطهَّرٌ

فاعظِم بسرٍّ شادهُ الإِنجيلُ

أَمَرَ الالهُ بهِ لآدَمَ وَهوَ في

عَدنٍ وليسَ بأَمرهِ تبديلُ

من جِسمهِ قامت لديهِ قرينةٌ

ولذاكُمُ طبعاً اليهِ تميلُ

قال انمِيا وتكاثَرا كي تُملأَ ال

أَرَضُونَ منكم عَرضُها والطُولُ

فالمرءُ اجدرُ أن يلُوذَ بمرأَةٍ

يُحيي عَفاءَ الذِكرِ منهُ سليلُ

فتهنَّ في عُرسٍ وعِرس انها

بالخِصب ليَّا والبَها راحيلُ

ماذا القرانُ إذا الثُرَيَّا قارَنت

بدراً سَناهُ ما شَناهُ أُفولُ

ما شانَ شانَ بَهائِها شانٍ فقد

جاءَتك في ثوبِ العَفاف تَذِيلُ

تنجابُ في حُلَل الفَخارِ بكُم كما

جُرَّت لها بأُولي الوَقارِ ذُيولُ

وقَّاكما مَلَكُ السَلام كما وَقَى

سارا وطوبيَّاسَ رافائيلُ

كُن مثلَ ذي الأَسباط ليسَ وكونُهُ

يعقوبَ لكن وَهوَ إِسرائيلُ

وكُفِيتَ مولوداً يَشِينك مثلما

قد شان يعقوبَ ابنُهُ رُوبِيلُ

يا كوكباً ان شامهُ البدرُ التَما

مُ غدا هلالاً منهُ وَهوَ ضئيلُ

يا نعمةَ اللَه التي جلَّت بكم

إذ كُلُّ ما يَهَبُ الالهُ جليلُ

يا نعمةَ اللَه الذي سادَ الوَرَى

بمضاءِ عزمٍ ما عراهُ فُلولُ

يا نعمةَ اللَه التي من دُونها

كلٌّ سيفنى حالُهُ ويحولُ

يا نعمةَ اللَه ارقَ في أَوجِ العَلا

لازِلتَ في أُفُق البَهاءِ تجولُ

قد جئتنا متقلداً عِقدَ السَنَى

والفَخرُ بُرهانٌ لنا ودليلُ

أَنتيجةَ الفخرِ المؤَثَّل انت مو

ضوع الثَناءِ ومدحُنا المحمولُ

فالمجدُ انت وكلُّنا لك طالبٌ

والفضلُ انت وما عداك فُضولُ

أَخَذَت صِفاتك بالقلوبِ كأنما

شَمِلَت عُقولَ العاشقينَ شَمُولُ

مالت بنا تلكَ المعاني عَنوةً

فكأَنَّما كُلٌّ لديك ثَمُولُ

قد زان لَفظُك رِقَّةَ المَعنى كما

قد زان أَبياتَ العَرُوض فَعولُ

فعلى الوفاءِ التام انت مكوَّنٌ

وعلى الوِداد فُؤَادُنا مجبولُ

مَن قالَ ان المستحيلَ المعدم ال

عَنقاءُ والخِلُّ الوفي والغُولُ

والحالُ انك بالوفاءِ سَمَو أَلٌ

ووليدهُ دُونَ الدُروعِ قتيلُ

يا أيها الخِلُّ الوفيُّ بوعدهِ

ما راقَني الاك قَطُّ خليلُ

لو كانَ دهرُكَ ذا لِسانٍ ناطقٍ

ما زال يُثني عنكمُ ويقولُ

كم في الموارد مَورِدٌ مُستعذَبٌ

لكنما شَتَّانَ اينَ النِيلُ

ان كُنتَ غِبتَ من الوَرى عن مُقلتي

فبمُهجتي والقلبِ أَنتَ نزيلُ

ها أَنتَ في قلبي ولكن ناظري

يبغي لِقاكَ فهل اليكَ وُصولُ

أَنَّي السبيلُ إلى اللِقاءِ بكم وقد

حالت سُهولٌ بينَنا وتُلولُ

لكِنَّما سَهلٌ لَدَيَّ حُزونُها

فحُزونُ ارباب الغَرام سُهولُ

مَيلي لنِعمةَ لا إلى النَعماءِ فاف

طَن إِنَّ هذا في الصِحابِ قليلُ

فأُهَيلُ هذا الدهرِ اكثرُهم إلى

ما مالت النَعماءُ فَهوَ يميلُ

قلَّ الذي يَهوى الصِفاتِ لِذاتِها

والمُبتغِي لَذَّاتِها فجزيلُ

هذا ذِمامي فيك غيرُ مذمَّمٍ

يا ذِمَّةً عنها الشُروحُ تطولُ

يا وارثَ الأَمجادِ عن آبائِهِ

أنت الذي بالمَكرُماتِ اصيلُ

لستَ الدخيلَ بذي المواريث التي

حقَّت لكم وسِواكَ فَهوَ دخيلُ

فالغيرُ يَفخَرُ بالأُصولِ وانت تَفخَرُ

بالفَعالِ وبالأُصولِ تَصُولُ

لك فليَدُم عُمرٌ مديدٌ وافرٌ

وسَنىً بسيطٌ كاملٌ وطويلُ

يا عاذلي لا تعذُلَنِّي بالذي

ما إِن ثَناني قَطُّ عنهُ عَذُولُ

وبذا شُهودي مِدحتي ومَوَدَّتي

هل تُنكِرَنّي والشُهودُ عُدُولُ

مولى حَوى شَرَفاً اثيراً باذخاً

قد زانهُ فضلٌ لديهِ اثيلُ

جاءَت تُبشِّرُنا مَخايِلُ خِيمِهِ

أَنَّ المَفاخِرَ في حِماهُ نُزُولُ

شَهِدَت لهُ تلكَ الخِلالُ بأَنَّهُ

ما للفضائل عن ذِراهُ حُؤُولُ

وتأَصَّلَت منهُ الأُصولُ بفعلِهِ

ان الأُصولَ لها الفَعال أُصولُ

أَفعالُهُ دَلَّت على أَنسابِهِ

والفعلُ للنَسَب العريق دليلُ

حُسناهُ ثُمَّ الحُسنُ منهُ تَبارَيا

صِنوان كُلٌّ في الجميل جميلُ

يا أَيُّهذا الأَلمعيُّ المنتمي

لجَنابِهِ التوقيرُ والتبجيلُ

سُد وارقَ وابقَ وفُق وطِب واعظُم ودُم

عدلاً ومالك في الأَنامُ عديلُ

واستلئِمَن بَملاذِ مريمَ في الوَرَى

فمَلاذُها المأمول والمسؤُولُ

خُصَّت بأَفضلِ نِعمةٍ اذ جاءَها

في خِدمة البَشراءِ جِبرائيلُ

نَسَخَت بَمولِدِها رُسوماً قامَ في

تحقيقها للناس ميخائيلُ

عَزَّت مَنالاً في الكَمالِ وعِزُّها

يَرتَدُّ عنهُ الضِدُّ وَهوَ ذليلُ

وعلت إلى أَوج العُلى بتواضُعٍ

قِدَماً تَنَكَّبَ عنهُ ساطانيلُ

بَحرُ الجَدى لو رامَ حَدَّ صِفاتها

عَضبُ اللِسانِ لَعادَ وَهوَ كليلُ

فَضُلَت فضائلها بافضلِ صِيغةٍ

فلها يحقُّ الفضلُ والتفضيلُ

قد نِلتَ ما أَمَّلت من إِحسانها

حَسَنٌ بها وبفضلها التأميلُ

بُرِئَت فكانت عِلَّةً لخَلاصنا

حقّاً وكان فِداؤُنا المعلولُ

يا ذُخرَنا المأمولَ في يومٍ بهِ

يشدو ببُوقِ اللَه إِسرافيلُ

انِّي رَجَوتُكِ حين جلَّ مُساعدٌ

في مُعظَم الجُلَّى وعزَّ قبيلُ

حُزتِ الشَفاعةَ فاشفَعي بخَلاصنا

كَرَماً فانتِ الشافعُ المقبولُ