يا أولي الفضل والندى

يا أُولِي الفضل والنَدى

مَن غَدَوا مَورِدَ الكَرَم

جودُكُم عمَّ كلَّ من

أَمَّكم من ذَوِي العَدَم

انَّ ذا الدهرَ لم يَدُم

لأمرِئٍ قَطُّ من قِدَم

طبعُهُ الجَورُ والأَذى

خَيمُهُ نثرُ ما نَظَم

دأبُهُ رَدُّ ما حَبا

شأَنُهُ حَلُّ ما بَرَم

يُكُدَرُ الصفوَ بالقَذَى

يُبدِلُ البُرءَ بالسَقَم

ليسَ بِدعاً اذا اعتَدَى

او تَعَدَّى فلا جَرَم

قد عَدا الدهرُ في الأَنا

مِ على عادَ مع إِرَم

ولقد أَهرَم الزَما

نُ أُولِي الحِصنِ والهَرَم

كلُّها امرُ من لهُ ال

أمرُ في الحُكمِ والحِكَم

انَّ فيكم لَفِطنةً

هيَ تُغنِي عن الكَلِم

وقليلٌ من الكَلا

مِ كثيرٌ لدى الفَهِم

ان للحُرِّ مَنطِقاً

مثلَما قيلض ذا بَكَم

قد أَمَمنا دِيارَكم

وَهيَ للمعتفِي حَرَم

أَمرُنا الآنَ ظاهرٌ

وكذا حالُنا فلَم

ان مَن كان مثلَنا

واضحَ الأَمرِ لم يُلَم

ان عَرَفتُم فانما

مثلُ معروفكم يُؤَم

او جَهِلتم فاننا

مثلُ نارٍ على عَلَم

فاغنَموا الشُكرَ

والثَناءَ فما في النَدَى نَدَم

دامَ في الناسِ بِرُّكُم

يزدري فائضَ الدِيَم