يا فاترا فقدت منه حرارته

يا فاتراً فُقِدَت منهُ حَرارتُه

كم فاترينَ على طُول المَدى هَلَكُوا

لو لم تَكُن بالمِرا الممقوتِ مجتهداً

ما فاحَ بينَ الوَرَى من فعلِكَ السَهَكُ

سَدِكتَ إِثماً بكل الجُهدِ محترساً

وفي الونيَّة انت المُولَعُ السَدِكُ

كم راكدينَ احتمت اوصالُهم فَعَدَوا

وراكضينَ عَيُوا سيراً فما بَرَكوا

أُولو المَحَبَّةِ قد ذابوا وما جَمَدوا

اذ في حَرارةِ حُبِّ اللَهِ قد سُبِكوا

كن كالسُلَيك بنهج الحُبِّ مبتدراً

تَلحَق بمن في سبيل الحقِّ قد سَلَكوا

لو كُنتَ كالنَسر لم تُوهَق بمَقنِصةٍ

او كالنَعامةِ لم يُنصَب لك الشَرَك

يا مشبه العمرين المنتدي سَكَناً

بَرّاً وبحراً وفي الأَينَينِ يفتتكُ

يا أَشهَبَ اللَون لا هو ناصعٌ يَقَقٌ

بادي النقاءِ ولا هو مُظلِمٌ حَلِكُ

قد لاحَ للعين كالخِيلانِ لا شَرسٌ

فيستقالَ ولا أُنسٌ فيُمتَلَكُ

بل نِصفُهُ بَشَرٌ قد راق منظرُهُ

ونصفُهُ كاسرٌ بالطبع مفتتكُ

فكالبهائِم يرعى في الثرى عُشباً

وفي البِحارِ مع الأَسماك يشتركُ

وفيهِ قد قال ارباب النُهى مثلاً

ابانَ مَعناهُ لا لحمٌ ولا سَمَكُ