أجبرت بك الدنيا فأنت مجيرها

أجبرت بك الدنيا فأنت مجيرها

وطوعك يا مولاي أضحى مسيرها

حسامك يا عبد الحميد مليكنا

بوارج نصر وإلا له نصيرها

سفائن حرب حيث ألقت حديدها

ملائك تحميها وربي خفيرها

وسعدية أم السعود أمامها

عزيزية بالحرب يبدو سرورها

تسير بآمن اللّه من حيث يمهت

ويلهج بالفتح القريب بشيرها

ورأيتها في أفقها النجم حوله

هلال لذا تبدو فيسطع نورها

بوارج لم يبقين أبراج قلعة

لأعدائكم إلا وقد دكّ سورها

مدرعة لا بالحديد وإنما

بشوكة مولانا فتلك تجيرها

وحافظها الرحمن من كل شدة

ورأي أمير المؤمنين مديرها

وأن أغلقوا من بأسها باب بلدة

تبشر بالفتح القريب ثغورها

مواخر كالأعلام زهر شوامخ

عجيب حكي مرّ السحاب مرورها

يسيّرها فوق البحار بخارها

فيشبه إسراع الطيور في مسيرها

وفي قلبها نارٌ عليها سلامها

وفي قلب أعداء المليك سعيرها

مدافعها أن دمدمت في كريهةٍ

نأت عن قلوب الحاسدين صدورها

فيومض منها البرق والرعد قاصفا

فتمطر ناراً للعدو شرورها

وترمي كراتٍ في الأعادي سقوطها

كساعة يوم الحشر ينفخ صورها

فتقطع آمال الغرور بنصرهم

ويبقى لديهم ويلها وثبورها

دعتنا لمرآها ومرأى جلالها

إرادة مولانا تسامت سطورها

لمولاي هذي منة فوق منة

تلألأ معناها وفاح عبيرها

ففي أي قطر لم تكن منك منحة

وأي كريم منك لا يستعيرها

جلستم على تخت الخلافة بالها

كشمس وقانون الأساس ينيرها

تطوقت الأعناق من كنز جودكم

قلائد إحسانٍ يعز نظيرها

فبتنا نؤدي فرض شكر لذاتكم

وندعوا لها لازال ينمو حبورها

وعبدكم النقاش بالنظم أخمدت

قريحته لكن بكم ضاء نورها

إلى ملك البرين أهدي قصيدةً

لتشرب من بحريه رشفا ثغورها

وتبقى مدى الأيام ريا بهية

وللشرف الأعلى يكون مصيرها