سفرت لنا فالصبح لاح وشعشعا

سفرت لنا فالصبح لاح وشعشعا

بسمت قسمنا للوميض تتبعاً

أهلاً بها خوداً تريك قلادة

في جيدها فترى بدوراً طُلَّعا

لم أنس إذ لعب الدلال بعطفها

وتدللت لما كشفت البرقعا

فتلوت آيات مزخرفة على

ثغر حلا وكففت عنها المطمعا

فأطعت هاتيك السطور لأنها

سحر حلال للإطاعة قد دعا

لم اتل عمري مثل آية حسنها

إلاَّ سطور الخلّ من عهدي رعا

وردت إلينا من لدنهُ رسالة

سلم الذي فيها البلاغة أودعا

فتلوتها ووقفت إجلالاً لها

إذ خلت جبرائيلها نحوي سعا

ذاك الهمام الندب مفضال الورى

شمس العلوم محا النجوم السطَّعا

أن هزَّ أقلاماً تراه موفقاًَ

بين الفصاحة والبلاغة أجمعا

ملك القلوب بقربهِ وبعادهِ

أفديه من خل ولو طال البعا

كم ترصد الأدباء أبياتاً لهُ

لما علا أوج العلوم ترفعا

فيفيدهم قرباً وبعداً هكذا

تضحي الشموس ولو تنأت موقعا

يا أيها الشهم الذي قد جدت لي

بالمكرمات وكنت فيها المبدعا

لا زلت تمنحنا الجميل تكرماً

إذ أننا نوفكيهُ خير الدعا