لله من نكد الزمان وشره

لله من نكد الزمان وشرهِ

وعناده المنكي ومعظم جورهِ

تباً له من مسرعٍ في خلفه

ومعجل من مكره بالمكرهِ

ومحاربٍ ومواربٍ ومجانبٍ

وملاعبٍ ومعاقبٍ في عسرهِ

ومنازعٍ ومخادعٍ ومصارعٍ

ومقارعٍ ومسارعٍ في ضَرهِ

من طبعهِ نكث العهود وشانُه

نقض الوعود وان يسئ في ضيرهِ

لا يستقر على قرارٍ واحدٍ

كلا ولا يهنى الفتى في عمرهِ

كم قد أدار عليّ كاساً مفعماً

كدراً وجرّعني علاقم مُرهِ

ما انفك يرشقني بسهم خطوبه

ويريني الهول المريع بغدرهِ

كم مرةٍ عوّلت أن أسعى إلى

تقبيل كفٍ مفرطٍ في برهِ

وأطيب نفساً إذ انزّه ناظري

بحمى اميرٍ كالعزيز بمصرهِ

ذاك الشهابي الذي قد اخجلت

شمس العلا والأفقَ طلعةُ بدرهِ

بطلٌ يريك فعال عنترة الوغى

يوماً تراه غشى الجبوش بصدرهِ

من فوق خوّاض المنايا سابق

تحكي لميع البرق سرعة سيرهِ

فلذاك لم ترّ منه الاّ من شكا

وارتدّ مطعون السنان بظهرهِ

فله الفدا من ملحمٍ جثث العدا

ومظفر نادى الاله بنصرهِ

جدواه ما تركت بهذا الدهر من

متكرّم تشدو الأنام بذكرهِ

زان الامارة في حميد تخلالهِ

فهو الأمير المستطاع لأمرهِ

مولىً لسان الترك في تمداحهِ

أبداً يجود بنظمه وبنثرهِ

يبدي الثنا والحمد منه دايماً

ويفي الدعا في سرهِ وبجهره

ويقول يا مولاى دمت مُؤيداً

ومشّيداً يا مفردّا في عصرهِ

ما أشرقت شمس الضحى وتغاربت

واضا النهار ولاح مطلع فجره