أيا ابن سعيد زبر باد لحمي

أيا ابنَ سَعيد زبرٍ بادَ لَحمي

وَقَد أَودَى حِذارُكَ بالفُؤادِ

وَمتُّ هَرِيئَةً وهَلَكتُ جُوعاً

وحرَّقَ مَعدَتي شَوكُ القَتَادِ

وحَبَّةِ حَنظلٍ ولُبَاب قُطبٍ

وتَنوم تَنطَّقُ بَطنَ وادي

كأنَّ حَراقِفي جُلَبٌ تَدَامى

وَصِرتُ كآلِ نُوبَةَ في السَّوادِ

فأَمسى الذِّيبُ يرقُبُني مِخَشّاً

لخِفَّةِ ضَربَتي وضَعيفِ آدِي

وغُولا قَفرَةٍ ذَكَرٌ وأُنثى

كأنَّ عَلَيهما قِطَعَ البِجَادِ

وضَبعٌ أُمُّ أَربَعَة ونمرٌ

طَويلُ الباعِ ذُو نَاب حدادِ

أَتَترُكُهُنَّ يا ابنَ سعيدِ زَبرٍ

ولحمي ليسَ ذاكَ من السَّدادِ

ولَم أَظلِم ولَم أَقطَع طَريقاً

وتسمعُ بي أَقاوِيلَ الأعادِي

فَلَو كُنتُ الأَمير وكُنتَ مِثلي

طَريداً ما طَرَدتُكَ في البلادِ

أَجِرني لا يَزَل لك مِن ثَنَاءٍ

ثَنَاءٌ مِثلُ سابِقةِ العِهادِ

فَما لَيثٌ بأَجرى منكَ عادٍ

ولا أَسَدٌ مِنَ الأَجَمَاتِ غادِي