لنعم ابن أخت القوم يسجن مصعب

لَنِعمَ اِبن أُختِ القَومِ يَسجُنُ مُصعَب

لطارِقِ لَيلٍ خائِفٍ وَلنازِلِ

وَنِعمَ الفَتى يا اِبنَ الزُبَيرَ سجنتُم

إِذا قَلِقَت يَوماً صُقورُ الرَّحائِلِ

فَلَو مِتُّ في قَومي وَلَم آتِ عَجزة

يُضَعِّفُني فيها اِمرؤٌ غَيرُ عادِلِ

لأُكرِم بِها مِن ميتَةٍ إِن لَقيتُها

أُطاعِنُ فيها كُلَّ خِرقٍ مَنازِلِ

وَما كُنتُ أَخشى أَن أراني مُقَيَّداً

عَلى غَيرِ جُرمٍ وَسطَ بَكرِ بنِ وائِلِ

وَأَلفَيتَني يا اِبنَ الزُّبَيرِ كَأَنَّما

رُمِيتُ بِسَهمٍ مِن سِهامِكَ ناصِلِ

فَإِن أَنفَلَت لا تَجمَعِ الشَمس بَينَنا

وَلا اللَّيلُ إِلا في القَنا وَالقَنابِلِ

مَتى أَدَعُ فتيانَ الصَعاليكِ يَركَبوا

ظِماءَ الفُصوصِ نائِماتِ الأَباجِلِ

تُشَبِّهُها الطير السِّراعَ إِذا اِغتَدَت

بِفُرسانِها في السَّبسَبِ المُتَماحِلِ

تَطيرُ مَعَ الأَيدي إِذا اِرتَفَعَت بِها

شَمائِلُها أَلحقنَها بِالمَساحِلِ

يَقودُ رِعانَ الخَيلِ بي وَبِصُحبَتي

كُمَيتُ الأَعالي بَربَرِيُّ الأَسافِلِ

عَلَينا دِلاصٌ مِن تُراث مُحَرَّقٍ

وَتَركٍ جَلا عَنها مَداسُ الصَياقِلِ

وَمُطَّرِداتٌ مِن رماحِ رُدَينَةٍ

وَأَتراسِ جَونٍ عُلِّقَت بِالشَمائِلِ

فَلَو شِئتَ لَم تسجن صَديقاً وَلَم تُهَب

إِلَيكَ بِصَقعاءِ المَناكِبِ بازِلِ