لما أتانا خبر مشهر

لَمّا أتَانا خَبَرٌ مُشَهَّرُ
أَغَرُّ لا يَخفَى عَلَى مَن يُبصِرُ
جَاءَ به الكُوفِيُّ والمُبَصِّرُ
والرَّاكبُ المُنجِدُ والمُغَوِّرُ
يُخَبِّرُ النَّاسَ ومَا يَستَخبِرُ
قُلتُ لأصحَابي وَوَجهِي مُسفِرُ
وَلِلرجَالِ حَسبُكم لا تُكثِرُوا
فازَ بها مُحمدٌ فأقصِرُوا
قَد كَان هَذا قَبلَ هذا يُذكَرُ
في كُتُبِ العِلمِ التي تُسَطَّرُ
فَقُل لِمَن كَان قَدِيماً يَتجَرُ
قَد نُشِر العَدل فَبِيعُوا واشتَرُوا
وَشِرِّقُوا وغَرِّبُوا وبَشِّرُوا
فَقَد كَفَى الله الذي يُستَقدَرُ
بِمَنِّه أفعالَ ما قَد يُحذَرُ
والسَّيفُ أَغنَى مُغمَداً ما يُشهَرُ
وَقُلِّدَ الأَمرَ الأغَرُّ الأزهَرُ
نَوءُ السِّمَاكَين الَّذِي يُستَمطَرُ
بِوَجهِهِ إن كَانَ عَامٌ أغبَرُ
سُرَّت بِهِ أَسِرَّةٌ وَمِنبَرُ
وابتَهجَ النَّاسُ بِهِ واستَبشَرُوا
وهَلَّلوُا لِرَبِّهم وكَبَّرُوا
شُكراً ومِن حَقِّهمُ أن يَشكُرُوا
إذ ثُبِّتَت أَوتَادُ مُلكٍ يَعمُرُ
مِن هَاشمٍ في حَيثُ طَابَ العُنصُرُ
وَطَاحَ مَن كَان عَلَيهَا يَزفِرُ
إنّ بَنِي العَبَّاسِ لَم يُقَصِّرُوا
إذ نَهَضوُا لِمُلكِهم فَشَمَّرُوا
وَعَقَدوُا ونَزَعوا فَشَمَّرُوا
وَعَقَدُوا ونَزَعوا وأَمَّرُوا
ودَبَّرُوا فأحكَمُوا ما دَبَّرُوا
وأورَدُوا بالحَزمِ ثُمّ أصدَرُوا
والحَزمُ رَأيٌ مِثلُه لا يُنكَرُ
إذا الرِّجَالُ في الرِّجَالِ خُيِّرُوا
يأيُّها الخَلِيفَةُ المُطَهَّرُ
والمُؤمِنُ المُبَارَكُ المُوَقَّرُ
والطَّيِّبُ الأَغصَانِ والمُظَفَّرُ
ما النَّاسُ إلا غَنَمٌ تَنَشَّرُ
إن لَم تُدَارِهِم بِرَاعٍ يَخطِرُ
على قَوَاصي طُرقِها ويَستُرُ
ويَمنَعُ الذِّئبَ فلا يُنَفِّرُ
فامنُن عَلينا بيَدٍ لا تُكفَرُ
مَشهُورَةٍ مَا دَامَ زَيتٌ يُعصَرُ
وانظر لَنَا وَخَلِّ مَن لا يَنظُرُ
واجسُر كَمَا كَان أبُوكَ يَجسُرُ
لا خَيرَ في مُجَمجِمٍ لا يُظهِرُ
ولا كِتَابِ بِيعَةٍ لا يُنشَرُ
وقَد تَربَّصتَ فلستَ تُعذَرُ
فليتَ شِعري مَا الَّذِي تَنتَظرُ
أَنَائِمٌ أنت به أَم تَسهَرُ
مالكَ في مُحَمَّدٍ لا تَقدرُ
وليتَ شِعري والحَديثُ يُؤثَرُ
أتَرقُد اللَّيل ونَحنُ نَسهَرُ
خَوفاً على أُمُورِنَا ونَضجَرُ
واللهِ واللهِ الذي يُستَغفَرُ
لأن يَمُوتَ مَعشَرٌ ومَعشَرُ
خَيرٌ لَنا مِن فِتيَةٍ تَسَعَّرُ
يَهلِك فيها دِينَهم ويَوزَرُوا
وقد وَفَى القومُ الذي نَصَّروا
لصاحِب الرّوم وذاك أصغَرُ
مِنه وهَذا البَحرُ لا يُكَدَّرُ
وذاكُم العِلجُ وهَذا الجَوهَرُ
يُنمَى به مُحَمَّدٌ وجَعفَرُ
والخُلَفاء والنَّبِيّ الأكبَرُ
ونَبعَةٌ مِن هَاشمٍ وعُنصُرُ
واعلم وأنتَ المَرءُ لا يُبَصَّرُ
واللهُ يُبقِيك لنا وتَجبُرُ
مِنّا ذَوِي العُسرةِ حتى يُوسِرُوا
إنَّ الرِّجالَ إن وَلُوها آثَرُوا
ذَوي القَراباتِ بها واستَأثَرُوا
بها وضَلّ أمرُهم واستَكبَرُوا
والمُلك لا رُحمَ له فيَأصِرُ
ذَا رَحِم والنَّاسُ قَد تَغَيَّرُوا
فَأحكِم الأمرَ وأنتَ تَقدِرُ
فَمِثلُ هَذا الأمرِ لا يُؤَخَّرُ
- Advertisement -