أمرتبع أم أنت ليس بمنزل

أمُرْتَبعٌ أم أنت ليس بمنزلِ

أوَشْمٌ بزندٍ أم وَحيٌّ بجندلِ

أمِ الخللُ الَّلاتي أبان جديدَها

جديد البلى أمْ سحقُ ثوب مسلسلِ

ألا أنَّهُ رسمٌ لأسماءَ طاسِمٌ

تعاوره ريحا جَنوبٍ وشمألِ

أتتْ حِقَبٌ تعدي عليه فأسارت

رُسوماً كتسهام اليماني المهلهلِ

وقفنا به صُهبَ العثانينِ نمتَسح

شُؤوناً متى ما نذكر الحيَّ تهملِ

وقد كان مأهولاً ببيضٍ أوانِسٍ

فأصبح مأهولاً بذئبٍ وفُرعلِ

وعُفرٍ وآرامٍ وعينٍ وعانةٍ

يَرود بها من ذات قرو ومسحلِ

خليلي عوجا نمنحِ الربعَ ساعةً

تحيَّةَ جازٍ بالوفا غيرِ مُؤتلِ

ولسنا نحيَّي الدار حُبّاً لِربَعها

ولكنه حُبٌّ لكالأدم خُذَّلِ

شَناغيف هيفٍ ناِعماتٍ نواهدٍ

أماليدَ غيدٍ من عرانين نهشَلِ

وفرْعاءَ غرَّآءِ المجرَّد طَفَلةٍ

من الخفرات الغُنِّ شما المقَّبلِ

لها مقلتا مَذعورةٍ أم جوذرٍ

وسالفتا براقَةِ الجيد مُغزِلِ

وتستر مَتْنَيها بأسحمَ فاحمٍ

كثيفٍ أثيثِ النّبت جعد المرجّلِ

وتَبسمُ عن غُرٍ كأن وميضها

تلألؤُ برقٍ في حبيٍ مكلَّلِ

كأن سُلافاً عاتقا بابليةً

تُشجُّ بماء ذي جلاميدَ سلسل

مُجاجةُ فيها بعد أن غلب الكرى

عليها ولما تستطع مضغ مأكلِ

كأنَّ عقود الدُّرِّ والشذر علقت

على فضة من صدرها أو سجنحلِ

تمايَلُ في أثوابها بين خرَّد

كواعب يُضنين الفتى بالتدليُّلِ

يَرُعْنَ إلي صوتي رجوع قلائص

لأعيسَ هدَّار من الأبل أهدل

ليَاليَ كانَ العهدُ غيرَ مبدَّل

وكان لذيذ العيش غير مزيَّلِ

سقى اللهُ ذياك الزمانَ الذي مضى

بأسحم مِرنانٍ من الغيث مسبلِ