طلل

قفي قدمي ! إن هذا المكان

يغيبُ به المرء عن حسه

رمالٌ وأنقاضُ صرحٍ هوت

أعاليه تبحثُ عن أُسه

أقلِّبُ طرفي به ذاهِلاً

وأسألُ يومي عن أمسِه

أكانت تسيلُ عليه الحياةُ

وتغفو الجفونُ على أنسه

وتشدو البلابلُ في سعده

وتجري المقاديرُ في نحسه

أأستنطقُ الصخرَ عن ناحِتيه

وأستنهضُ الميتَ من رمسه ؟

حوافر خيل الزمان المشت

تكاد تُحدِّثُ عن بؤسه

فما يرضع الشوكُ من صدرهِ

ولا ينعبُ البومُ في رأسه

وتلك العناكبُ مذعورةٌ

تريدُ التفلُّتَ من حبسهِ

لقد تعبتْ منه كفُّ الدمار

وباتت تخاف أذى لمسهِ

هنا ينفض الوهمُ أشباحهُ

وينتحرُ الموتُ في يأسه