أفتاة قلبي رحمة بفتاك

أفتاة قلبي رحمةً بفتاكِ

كِفِّي مهنّدَ لحظِكِ الفتّاكِ

يكفي النوى ما قد قضى في حكمه

بالبعد مَن بالصدّ قد أفتاك

يا قدس قلبٍ في الهوى معراجه

سبحان من بالروح قد أسراك

يا ظبيةً ترعى ربيع حشاشتي

ما ضرّ لو طرفي غدا يرعاك

يا أخت شمس الحسن ذات الخال من

عمَّ الشقيق بورد خدٍّ ذاكي

قد شبّهوا بالبدر حسنك طلعةً

حاشاك ممّا شبّهوا حاشاك

فالبدر ينقص في الكمال وأنت في

أوج الجمال على المدى مثواك

ما ظبية الوادي وما وادي الفلا

منك وقلب أخي الهوى مأواك

فتصرّفي حكماً بمملوك الهوى

كتصرّف الملّاك في الأملاك

إنّ الكرى هجرته أجفاني وقد

باتت بحبس العين وفقَ هواك

يا بانة بانت وعين البين تر

وي مرسلات الدمع عن أنباك

يا جنّة تخذت فؤادي مسكناً

عجباً يعذّب في جحيم قِلاك

أسلمت قلبي للجمال موحّداً

ما قطُّ يثني العزم للإشراك

أودت به الأدوا فبات موسّداً

فرش الجوى ودواؤه ذكراك

لو أنَّ أذنَكِ أنَّهُ وحنينَهُ

سمعت لحنّت رحمةً أحشاك

أو تعلمين لهيبَهُ ونحيبَهُ

أو مشتكاه بعد يوم نواك

لقضيت بالدعوى لشكوى أدمعي

وحكمت للباكي بحال الشاكي

فالنار ما اشتملت عليه أضلعي

والنور ما اشتملت به بُرداك

لو أنّ طير جوانحي بجوانحٍ

ريشت لطرت مع الهوى لحماك

أو أن طِرف الطَرف ذو متنٍ ويح

ملني لسرتُ به إلى مغناك

لا تسمعي في الصبّ قول عواذل

حاشا بأن تصغي لهم أذناك

أنا من علمتِ بأنّ ما لي مسمعٌ

أصغي به أو منظرٌ إلّاك

وإذا رأيتُ وميضَ برقٍ قلتُ من

ذكري لديك تحرّكت شفتاك

والله ما قاسيته في غربتي

من كربتي عن صبوتي لولاك

كم بتّ أطوي كلّ مقفرةٍ من ال

بيدا وأنشر لوعتي لرضاك

هلا عطفت بمعطفٍ وشمائلٍ

يشملنَني عطفاً بها عطفاك

أنسيت منسيَّ الردى من قد غدا

في النزع عند الموت لا ينساك

يا درّة الأسلاك لو خلّدت في

نار النوى والهجر لا أسلاك

يا زهرة الأحلاك إنّي كلّما

مرّرت عيشتي قلت ما أحلاك

يا طلعة الأفلاك هاج البحر من

دمعي وسارت في الهوى أفلاكي

جلّ الّذي والاك فينا عند ما

أولاك حسناً عزّ عن إدراك