بعد ما أهدي سلاما حسنا

بعد ما أهدي سلاماً حسنا

لاح كالبدر بنورٍ وسنا

لحبيبٍ لم أزل أبصره

في فؤادي يقظةً أو وسنا

غائبٌ عنّي وعندي حاضرٌ

وبعيدٌ وهو منِّي قد دنا

لم يزل قلبي يراه حسناً

ما رآه المؤمنون حسنا

طاب وِردُ الحبِّ فيه منهلاً

فشربنا بالتصافي كأسنا

وأتى منه كتابٌ قد صفا

ونفى بالودِّ عنّا بأسنا

روضة الذكر بها نشأتنا

حيث ربّى الربُّ فيها غرسنا

نجتني منها قطوفاً قد دنت

بالهنا والحبّ يبدي أنسنا

ولنا أنسٌ سوى ذكر الّذي

بجمالٍ لاح يجلو عرسنا

جلّ في حضرة قدسٍ تنجلي

بصفاتٍ أشهدتنا قدسنا