خلت ربوعك من غوث المناجيد

خلت ربوعك من غوث المناجيدِ

وأقفرت من أيادي السادة الصيدِ

فدع ديارك واركب كلّ سلهبةٍ

جرداء عنقاء تطوي شقّة البيد

واهجر مناحيس أقوامٍ بليتَ بهم

حتّى تجيء إلى أبواب مسعود

من شيّد الجود في عصرٍ قد اندرست

فيه معالمه من كلّ موجود

بدرٌ بإجزمَ قد ضاءت منازله

فالمدن ألقت إليه بالمقاليد

أمست به حرماً للنازلين بها

كأنّما لبسوا أدراع داود

فاقصد أياديَهُ البيضَ الكرائم إن

خشيت يا صاح من أيّامك السود

فهو الكريم الّذي لا زال وارده

يلقاه بحرُ نوالٍ خير مورود

لو أنّ حاتمَ طيٍّ كان عاصره

لقال هذا لعمري حاتمُ الجود

وهو الغضنفر في أيّام دولته

لم يخش ريم النقا من صولة السِيد

إن صال في حومة الهيجا وخال بها

فأيّ قرمٍ تراه غير رعديد

لا يخلف القول إلّا في الوعيد ولا

ينفكّ عن حبّ إنجاز المواعيد

قد طوّقت شعراءَ الوقت أنعمُه

بكلّ طوقٍ تراه زينة الجيد

فغرّدت فيه تمداحاً ولا عجبٌ

إنّ المطوّقَ أبدى حسنَ تغريد

يا أكرمَ الناس إن ضنّ السحاب بما

يحوي وأسرعَهم للغوث إن نودي

خذها رداحاً فقد زفّت إلى كفُؤٍ

بعقد مدحٍ فريدٍ خير منضود

لعلّها إن سها المولى تذكّره

بحال منشئها من غير تعقيد

فدم من الله في حفظٍ وفي دعةٍ

وفي سعودٍ وفي نصرٍ وتأييد

ما أطربتنا جواري الماء إن رقصت

وغنّت الورق في روضٍ على عود