سلام حكى نظم الجواهر في السلك

سلامٌ حكى نظم الجواهر في السلكِ

وفاح بأرواح العواطر كالمسكِ

ولاح على تلك المعالم مشرقاً

كبدر تمامٍ لاح في غسق الحُلك

حمى عزّة الفيحاء ذات البها به

محطُّ رحال السائرين ذوي النُسك

فكم عبقت أرجاءُ أرجاءِ طيبها

وريح الصبا عنها الشذا جاءنا يحكي

وكم حمّلته منه أطيبَ نفحةٍ

تروح بروح الروح في النفح والسَّك

وعنّي يحيّي بالتحية سيّداً

على فقد مرآه عيوني دماً تبكي

فمن مدمعي بحرٌ خضمٌّ من الجوى

وروحي به تجري من الوجد كالفُلك

عجبت لبحر الدمع وهو غطمطمٌ

وليس لنار الشوق يطفئ بل يذكي

فقلبي بلا سلوان قدس مقامه

غدا مدنيّ الحبّ وهو الفتى المكّي

هو العبد للرحمن في الملك كلّه

ولكن سواه بعض عبدٍ لدى الملك

لذلك أشواقي تشدّ رحالَها

إليه بشقّ النفس في مهجة الضنك

له منهج التقوى سبيلٌ إلى الهدى

وما حاد بل في الخلق بالخُلق قد زُكّي

له في سبيل الحبّ حربُ معامعٍ

لنفسٍ غدت من فتكه الآن في هُلك

وقد فنيت والروح عائشة التقى

ومَن غير هذا قال قد جاء بالإفك

خَبِرنا نُضارَ الطبعِ إذ ذهبَ الهوى

بنار الهوى فازدان في قالب السبك

فقل لمضاهيه بمعدن طبعه

هلمّ اختبر نقد الكمالات بالحكّ

تجده ابن دينار الكمال ولم يكن

بِبهرجِ زيفٍ في معاملة النهك

عن ابن أبي الدنيا روى خبر العلا

تسلسل للأخرى يقيناً بلا شك

وشهرته بالحمد والمدح والثنا

كما اشتهرت بين الأنام قِفا نبكي

إليك اعتذاري عن فتوري وفترتي

عن المدح لا من علقةٍ عنك أو ترك

ولكن تجلِّي اللهِ جلّ جلاله

سرى حيث عمّ القبض في العُرب والترك

فدم بأمان الله في حفظ ستره ال

جميل بلا كشفٍ مدى الدهر أو هتك

على أمد الآماد ما السحب قد بكت

ومنها زهور الروض كالثغر في ضحك

وما همّمت ريح الصبا حين هينمت

بنفحتها في الروض كالعود والجَنك

وما الريح عنّي من سلامي تحمّلت

سلاماً حكى نظم الجواهر في السلك