على ساكني القلمون مني تحية

على ساكني القلمون منّي تحيّةً

تفوح بنفح الطيب والمسلك والندِّ

وتختصّ بالمولى الهمام الّذي له

ولاءٌ عليها بالسيادة والمجد

فتى حاز حمد الوصف والفعل إذ غدا

محمّدَ ذات قد تلت سورة الحمد

هزبرُ الحمى في غابة الحيّ رابضٌ

ولا بدع في ذا إذ تولّد من أُسد

إذا مرّ من فرط المهابة وحدَه

تراه كجيشٍ مرّ في كثرة العدّ

حسيبٌ نسيبٌ سيّدٌ متواضعٌ

أديبٌ أريبٌ فاضلٌ كاملٌ مهدي

محيّاه بدر الأنس قد لاح طالعاً

عليه بأنوار السيادة والسعد

لقد ورث الإرشاد عن خير والدٍ

روى عن أبيه ما رواه عن الجدّ

أريدُ عليَّ القدر عارفَ وقته

ومرجعَ أهل الله في الحلّ والعقد

بخدمة دين المصطفى جدّه له

مقامٌ رفيعٌ ليس يعرف بالحدّ

به أضحت القلمون سيّدة القرى

تزور بها قُصّادُها كعبةَ الرشد

أقام على التقوى وأسّس مسجداً

لإحياء دين الله مع صحّة القصد

وقام بنوه بالّذي سنّه لهم

محمّدُ في هديٍ وأحمدُ في زهد

وقد فاقهم بالمكرمات محمّدٌ

فلله فردٌ قد تفرّد بالرفد

ترى بشره قبل القِرى وابتسامه

وكفاً إذا صافحته بالندى يندي

له الدين والدنيا قد اجتمعا معاً

وهذا لعمري غاية الجِدّ والجَدّ

وإنّي على شوقٍ لمعهد قربه

ومازلت أرعى العهد في القرب والبعد