عيونك أزهى من النرجس

عيونكِ أزهى من النرجسِ

وريقكِ أشهى من الأكؤسِ

ووجهكِ كالصبح فيه الهدى

لمن ضلّ في شعركِ الحُندس

وقدّكِ كالرمح من فوقه

نبالُ لحاظِكِ تحت القِسِي

ولم أر قبلكِ شمس الضحى

تبدّت من الفلك الأطلسي

فيا بانةً غصنها المجتلي

بغير فؤاديَ لم يُغرَس

رعى الله ما مرّ لمّا حلا

لقلبيَ من وصلك الأنفس

فإن كنت أنساه لا نالني

حنانُ عليِّ الرضا الكيّس

همام عرِي من جميع العيوب

ولكنّه بالبها مكتسي

تفرّع من سدرة المنتهى

كثير الجنى طيّب المغرس

فكان له قَدمٌ بالتراث

رفيعٌ على شامخ الأرؤس

وأمست حماةُ له كالعروس

بغير مزاياه لم تَأنس

فتى حملُه لم يزل دائماً

يقابل بالصفح فعلَ المسي

تضيق المحافل شوقاً إليه

إذا هو في الصدر لم يجلس

فيا سيّداً غير حالي طلا

مدائحِه قطّ لا أحتسي

ويا مقصداً منذ يمّمته

لنيل رجائيَ لم أيأَس

بجدّك عذراً لشخصٍ غدا

لدى مدح قدرك كالمفلس

فكلّ فصيحٍ له فطنةٌ

يرى في رحابك كالأخرس

ودم لاحظتك السعود الّتي

سنا نورها قطُّ لم يطمس

مدى الدهر ما صحّ فيك الرجا

وما طاب مدحك للأنفُس

وما قال صبٌّ لمحبوبةٍ

عيونكِ أزهى من النرجس