نسيم الصبا مهما تلطفت فازدد

نسيم الصبا مهما تلطّفت فازددِ

ومن نفح أطياب الزهور تزوّدِ

ويمّم ربى روض ابن أدهمَ ذي العلا

وقف في حماه وقفة المتردّد

وقبّل به ثغر الزهور مرنّحاً

بضمّك من أغصانها كلَّ أملد

وإن شمت من أغصانها الملدِ راكعاً

يخرّ له ماءُ الجداول فاسجد

وجُرَّ على أبكار أزهارها الّتي

بدا وجهها ما طال من ذيلك الندي

وإن لاح من أنوارها لك لائحٌ

إلى الحقّ يهدي من يضلّ فيهتدي

فقبّل ثرى ذاك المقام فإنّه

به منزل البدر الّذي هو مقصدي

فتى كان محمود المحامد إذ غدا

محمّدها في اليوم والأمس والغد

ومختار ديوان الملوك الّذي به

غدت بلدة السطان أعذب مورد

فكم قد روى إسنادَ ذلك مسلمٌ

حديثاً صحيحاً ينتهي لمحمّد

كريمٌ إذا يمّمت ساحةَ فضله

تجد خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقد

وقد جُمعت فيها الشمائل كلّها

ففاق الورى باللفظ واللحظ واليد

فلو نظر ابنُ العبد طرفةُ سمتَه

لقال له بين الورى أنت سيّدي

حوى كرمَ الطائي وهمّةَ آصفٍ

وحذق إياس ثمّ ألحان مَعبَد

مصلّاه مني جامع القلب حيثما

تولّاه بالحسنى وحسن التودّد

فيا مخجلاً مزن السماء بكفّه

بما فاض منها من لُجينٍ وعسجد

عليك عروس المدح تجلى بحسنها

بمقعد صدقٍ في نعيمٍ مخلّد