هذا كتاب أم بشير سعاد

هذا كتابٌ أم بشير سعادِ

يروي الحديث بأرفع الإسنادِ

وأثار بالذكرى عهوداً لم تكن

تنسَى وأنسى سالفَ الإيعاد

أيّام كان الدهر عنّا غافلاً

والقلب في طربٍ وفي أعياد

سقياً لها من أدمعٍ هطّالةٍ

حيث الزمان أتى بكلّ مراد

حيث الرياض تكلّلت تيجانُها

بجواهرٍ من زهرها المعتاد

حيث البلابل قد شدّت طرباً على

أفنانها وتجيد بالإنشاد

حيث الّذي سحر العقول بجفنه

يحكي الغصون بقدّه الميّاد

رطب البنان كأنّ من ألفاظه

راحاً لسلب العقل بالمراصاد

ختم الجمال على لآلئ ثغره

ميماً وطرّز لحظه بالصاد

ظبيٌ ولكن في الفؤاد كناسُه

لم تكتحل أجفانُه بسواد

صاد الأسود بلحظةٍ من لحظه

فاعجب لظبي صائد الآساد

لم أنسه إلّا بذكر مآثر ال

شهم النجيب سلالة الأجواد

فرد الفضائل من سما بمكارمٍ

جلّت عن الإحصاء والتعداد

تخذ الكمال مع الفخار مكاسباً

فسما على الآباء والأجداد

سعدت به الشهبا وطال فخارها

وبه علت مجداً على بغداد

بفصاحة ما شابها عيٌّ ولا

لَكَنُ الأعاجم لا ولا الأكراد

فلديه سحبانٌ يشابه باقلاً

يذر الفصيح مكبّلاً بالضاد

عمر الّذي بكماله ووقاره

وخلاله يسمو على الأنداد

من آل بيتٍ شيد بالكرم الّذي

عذبت موارده إلى الورّاد

لهفي على عهدٍ مضى في ربعه

خالٍ من الأضداد والأنكاد

أيام ريعان الشبيبة مقبلٌ

والعيش صافٍ وافر الإسعاد

قد جاءني منه كتابٌ منعشٌ

أحيا النفوس به بلا ميعاد

فخُمَت معانيه برقة لفظه

وقضى لمنشئه بطول أيادي

لا زال في عزٍّ على علّاته

متنعّماً بالأهل والأولاد

أبدا يدير لمسمعي من لفظه

راحاً تعيد الروح للأجساد

ما أن نوى ركب الحجاز مرمّلاً

نجدَ العراق وفاح عَرفُ النادي