يمم ندى غيث الكرام العلي

يمّم ندى غيث الكرام العلي

فالغيث لا يهمي سوى من علي

تراه بحراً كاملاً وافراً

مفصّلاً للأدب المجمل

رُدْ وِردَه العذب الفرات الّذي

روى لنا الفيض عن المنهل

ذو همّةٍ كالسيف قطعاً ولم

تحتج مدى الدهر إلى صيقل

من دونها أوج السماكين في

سما العلا الرامح والأعزل

وفطنةٍ تكشف ما يختفي

من عارضٍ في الحادث المشكل

كم عقدةً حلّت فحلّت لنا

أمراً بنا قد مرّ كالحنظل

فهو الّذي قد بات في عصرنا

من الطراز السابق الأوّل

أمُّ المعالي أنجبته لنا

وبعده حالت ولم تحمل

قد بذرته للعلا حبّةً

فأنبتت سبعاً من السنبل

ونخلته من دقيق المنى

وغيره يرمَى من المنخل

لا نفع فيه كامرءٍ ساقط

يعدي الورى من دائه المعضل