أآب الهم إذ نام الرقود

أَآبَ الهَمُّ إِذ نامَ الرُقودُ

وَطالَ اللَيلُ واِمتَنَع الهُجودُ

هَوىً لِلعَينِ بَينَ صَفا أُضاخٍ

وَحَيثُ سَما لِوارِدَةَ العَمودُ

وَلَو نِلتُ الخُلودَ وَلا أَراكُم

بِذاكَ الجِزعِ لامتَنَعَ الخُلودُ

أَراقِبُ مِرزَمَ الجَوزاءِ حَتّى

تَضَمَّنَهُ مِن الأُفقِ السُجودُ

وَعارضَ بَعدَ مَسقَطِهِ سُهَيلٌ

يَلوحُ كَأَنَّهُ بِدَمٍ طَريدُ

وَدونَ مَزارِكُم لِسُرى المَطايا

مِنَ الأَعلامِ أَشباهُ وَبيدُ

كَأَنَّ أَرومَها وَالآلُ طافٍ

عَلى أَرجائِها نَبَطٌ قُعودُ

وَمن هَضبِ القَليبِ مُقَنَّعاتٌ

وَمَذعاءُ اللَقيطَةِ وَالكَؤودُ

بَدَت فَتَبَرَّجَت لَكَ أُمُّ بَدرٍ

وَكَيداً بِالتَبَرُّجِ ما تَكيدُ

فَلَمّا أَن لَجَحتُ نأت وَصَدَّت

وَمِنهُنَّ التَباعِدُ وَالصُدودُ

فَكَيفَ قَتَلتِني يا أُمَّ بَدرٍ

وَلا قَتلٌ عَلَيكِ وَلا حُدودُ

فَما اِحتَجَبَت فَتَوئسُ أُمُّ بَدرٍ

قُلوبَ الطامِعينَ وَما تَجودُ

وَطَرفي إِذا رَميتُ بِهِ كَليلٌ

وَطَرفُكِ إِذ رَمَيتِ بِهِ حَديدُ

وَإِنَّ العامِريَةَ أُمَّ بَدرٍ

لآنِسَةٌ مُباعِدَةٌ صَيودُ