أرى نفسي أبت طلب التمني

أَرى نَفسي أَبَت طَلَب التَمَنّي

وَقَد أَحسَنت بِالرزّاق ظَنّي

فَقُلت لَها إِلى كَم ذا التَأنّي

ذريني لِلعلى أَسعى فَإِنّي

رَأَيتُ الناس شرّهم الفَقيرُ

أَلا إِنّ التَعفُّفَ في ذَويهِ

بِأَهل زَماننا لا خَيرَ فيهِ

بِداعي فقر ذي الشَرَفِ النَبيهِ

يُباعِدُهُ القَريب وَتَزدَريهِ

حَليلتُهُ وَيَنهره الصَغيرُ

إِذا ما المَرء قلّ لَديهِ مالٌ

فَما حسنت لَهُ في الناس حالٌ

فَكَم يَعرو الفَقيرَ بِهم خبالٌ

وَقَد تَلقى الغَنيّ لَهُ جَلالٌ

يَكادُ فُؤاد صاحبه يَطيرُ

بِحسب أَخِ الحجا كَدَرٌ وَغَمّ

إِذا لَم يُغنِهِ شَرفٌ وَعِلمٌ

أَرى السفلَ الغَنيَّ عداهُ ذمٌّ

قَليلاً ذَنبُهُ وَالذَنب جمٌّ

وَلَكن للغني رَبٌّ غَفورُ