أشرقت تتلو الهنا شمس التهاني

أَشرَقَت تَتلو الهَنا شَمس التَهاني

فَتَلاها بِالسُرور القمرانِ

وَبَشير الخَير نادى مُنشِداً

لا تَقل بُشرى وَلَكن بشريانِ

ما تَرى شَمس المَعالي حَولَها

في سَماء المَجد لاحَ الفرقدانِ

لَستُ أَعني غَير خورشيد العُلا

حينَ وافى وَلداه الأَكرمانِ

أَذكَراني عِندَما لاقاهما

مَرج البَحرين إِذ يَلتَقيانِ

وَبَدا لي وَهوَ ما بَينَهما

بَرزَخ مِن هَيبة لا يَبغِيانِ

وَلَنا عَينان مِن فَرط الهَنا

وَتَباشير المُنى نَضّاختانِ

فيهما عَينان مِن دَمعٍ إِذا

ما وَقَفنا لِلتَلاقي تَجرِيانِ

كَم تَلا البُعد لَنا بعد اللقا

وَلِمَن خاف مَقامي جَنّتانِ

بَهجة النادي بِمَن زين بِهِ

وَلقاهُ فَهُما أَبهى الجنانِ

ما تَرى وَجنَةَ جَنّات الحِمى

كَيفَ كانَت وَردة شبه الدهانِ

وَبِشُكر اللَهِ نجم الرَوض وَالش

شجر الناضر قاما يَسجُدانِ

قَد جَنينا ثَمَراتِ الفَوزِ مِن

دَوحِها حَيث جَنى الجنّات داني

وَبِحَمد اللَه نِلنا كُلّ ما

نَبتَغيهِ مِن أَمانٍ وَأَماني

كُلَّ يَوم هُوَ في شَأن فَما

أَسعد الجدّ وَما أَشقى التَواني

يا نَديمي قُم بِنا نهدي الثَنا

لِفَريد ما لَهُ في الفَضل ثاني

لِهمامٍ طالَما عَزَّت بِهِ

رتبُ العَلياءِ مِن بعد هَوانِ

أسد مَنزله مِن أَرضِنا

كَمَكان الروح مِن جسم الجَبانِ

حازَ حِلماً وَاِقتِداراً لَم يَزَل

بِهما يَسمو إِلى أَعلى مَكانِ

فَإِذا أَملى فَسُبحان الَّذي

وَهَب الإِنسان من سحر البَيانِ

وَإِذا خطَّ فَلا أُقسمُ بِال

قَلم الصادر عَن تِلكَ البَنانِ

يا وَزيراً آصفٌ لَم يَحكِهِ

أَنتَ إِذ ذاكَ سُليمان الزَمانِ

أَينَ مِن رَأيك قَيس الرَأي بَل

أَينَ مِمّا قَد حَويت الثَقلانِ

فَلَقَد حُزت سَجايا شَرَفٍ

عَجزت عَنها بَراعات اللِسانِ

كانَ تَشريفك نَيروزاً بِهِ

قرنَت صنواكَ عيد المَهرَجانِ

يا لَهُ يَوماً بِهِ نِلنا المُنى

وَالهَنا فَهوَ كَيَوم النَهروانِ

قُرَّ عَيناً بِهما إِنَّهما

تَحتَ حفظ اللَه في خَير أَمانِ