أنسمة فاحت بنشر الخزام

أنسمةٌ فاحَت بِنَشر الخزام

عاطرة الردنِ كَذات الخزام

أم رَوضة وَشّى حلاها الحَيا

كَأَنَّها الجَنّة دار السَلام

أَم بِبَديع الطِرس قَد سطّرت

رِسالة مَحكمة الإِنسِجام

حازَت عَلى ما اِعتمدتهُ الأُلى

مَضوا عَلى سنّة خَير الأَنام

مِن مَذهب النُعمان شمس الهُدى

وَمَن لهُ بِالفَضل أَعلى مقام

فَيا لَها عقداً تَحلّت بِهِ

أَحكامهُ الغُرُّ فَزادَ اِنتِظام

كَم ذات خدرٍ قَد جَلا حُسنهُ

مِنها وَعَنها قَد أَزاح اللِثام

كَأَنَّهُ عقد الثُرَيّا إِذا

حَلّى ثَناه جيد بَدر التَمام

يُعزى لِأَعلام الهُدى نَقلها

مَن كُلّ مِفضال وَحيد إِمام

إِذ صحّة المَنقول تَمحو دجا ال

وهم كنور الشَمس يَمحو الظَلام

لا رَيب إِن دلّت عَلى فَضل مَن

أَلّفَها ذاكَ الفَريد الهمام

العالم العامل برّ التُقى

وَالجَهبذ الكامل خدن الكِرام

عنيت عَبد القادر المُنتَمي

دُرّة تيجان ذَوي الإِحترام

وَمَن نَجا إِذ لَقَّبوه نَجا

بِجدّهِ طَه عَلَيهِ السَلام

فَخُذ هداك اللَه يا صاح مِن

ذا البَحر درّاً في بَديع النِظام

وَاِطرب عَلى سَجع رَخيم حَلا

مِنهُ وَلا تصغ لِسَجع الحمام

أصبو لِمَعناه كَما أَنَّهَ

يَصبو لِأَنفاس الصِبا المُستَهام

وَأَنثني مِن لُطف أَلفاظِهِ

كَأَنَّما أَرشف كَأس المُدام

يا دَوحَة العلم الَّتي لَم تَزَل

أَغصانُها مُثمرةً لِلأَنام

جَزاكَ باري الخَلق خَير الجزا

مِن فَضلِهِ حَتّى تَنال المَرام

ما اِفترّ ثَغر الزَهر عَن لُؤلؤٍ

رَطب إِذا ما اِنهلَّ دَمع الغَمام

أَو صَدح الطَير بِدَوح الربى

فَهَيَّج الوَجد بِأَهلِ الغَرام

أَو رَقص الغُصن بِأَيدي الصبا

حَيث غَدَت تَهصر مِنهُ القوام

أَو ما حمام الأَيك قَد أَعرَبَت

أَلحانُهُ مَبنيَّ هَذا الهيام

أَو نبَّه الوَسنان في شَدوه

حيّ عَلى نَيل المُنى يا نِيام

أَو ما عَلى الهادي وَأَنصاره

وَآله وَالصَحب صَلّى السَلام

أَو عطّرت نَفحة إِمدادهم

أَرّخت أَحياناً بِمسك الخِتام