بدت غراء كالقمر التمام

بَدَت غَرّاء كَالقَمَر التَمام

وَقَد حَوَت الجَمال عَلى التَمامِ

وَفت وَعد المُحبّ وَكلّ وَعدٍ

لِغانية عَلى طَرف الثمامِ

وَما عَلمت وَفاء العَهد إِلّا

بِتَأديب مِن المَولى الهمامِ

إمام ذَوي النَباهة ذي المَعالي

وَتاج ذَوي المَكارم في الكِرامِ

أَريب حازَ فِكراً ألمَعيّا

وَذاكرةً أحدَّ مِن الحسامِ

تَغذّى مِن لبان العلم طفلاً

وَقَد بَلَغ النُهى قَبل الفِطامِ

أَديب يَنتَقي دُرر المَعاني

لِذاك يَغوص لجّة كُلّ طامي

وَينظمها عُقوداً لِلمَعالي

فَتَغدو كَالمطوَّق في الحمامِ

نَدى أَدب بِهِ الظمآن يروى

كَما تروي العِطاش يَد الغَمامِ

حَباني مِنهُ جَوهَرة فَكانَت

بِمَدحي كَالخبيئة في الرُغامِ

فَيا حَسَن الفِعال مَلَكت قَلبي

بودّك وَالرِعاية لِلزمامِ