ته دلالا أيها القمر

ته دَلالاً أَيُّها القَمَرُ

غَير مَغرور بِكَ النَظَرُ

قَدّك العَسال غُصن نَقى

مال لَمّا أَينَع الثَمَرُ

وَالمحيّا رَوضة أنُفٌ

زانَها الرَيحان وَالزهرُ

وَبَديع الزَهر كَأس طلا

مِن حباب زانَهُ دُررُ

وَعَمود الفَجر جيدك وَال

عقد فيهِ الأَنجُم الزُهرُ

يا لهُ مِن مَنظَر بَهجٍ

باهر حارَت بِهِ الفكرُ

صورة تَمَّت مَحاسنها

فَهيَ لا شَمس وَلا قَمَرُ

هِيَ مِرآة النُفوس لِذا

حَيث دارَت دارت الصُورُ

مَن مُجيري مِن يَدي رَشأ

خصره مِن ردفِهِ حذرُ

وَعُيونٍ غنجها دَعج

وَلحاظ سحرها حَوَرُ

خدّه سَهل وَمُقلته

ذات نبل جرحها عَسرُ

مثل قَلبي جفنه أَبَدا

مِن سَماع العذل منكسرُ

سائل الأَعطاف فَهيَ من ال

ماء لَكن قَلبه حَجرُ

قام يَثني غُصن قامته

وَعَلى الأَغصان يَفتَخرُ

فَرَأَينا الوَرد يَنثر ما

في المَحيّا يَنظم الخَفرُ

جَنّة للعين وَجنته

وَهيَ لِلقَلب الشَجي سَقرُ

لَم يَكُن موسى هُنالك إِذ

جَرَّ فيها ذَيلَهُ الخضرُ

يا لذاك الظَبي مِن صلفٍ

نافرٍ أَغراه بي نَفرُ

عُذَّلي بِالصَدّ تَأمره

حَسَداً لي كُلّما أتمروا

غادَرت قَلبي غَدائره

بِسَعير الوَجد يَستَعرُ

ثُمَّ أَذكَت لَوعَتي فَذَكت

فَهيَ لا تبقي وَلا تَذرُ

لَو دَرى العُذّال إِذ عذلوا

بِهَواه صَبوَتي عَذروا

يا هِلالاً غابَ عَن نَظري

وَاِختَفى في إِثره النَظَرُ

قَد فَرى صَبري الفراق فَلا

عين لي مِنهُ وَلا أَثَرُ

قُل لِأَحبابي الأُلى ظَعنوا

يَرحَموا قَلبي الَّذي أَسروا

هُم بِهِ ساروا وَلا بَرحوا

سَمَحوا بِالوَصل أَو هَجَروا