سل ربة الخال إذ تخلو بها مددا

سَل رَبّة الخال إِذ تَخلو بِها مددا

بسرّها الماء مِن أَعطافِها جَمدا

أَما تَرى النار فَوقَ الثَلج قَد ظَهَرَت

في وَجنَتيها حَواليها حياً وَنَدى

مِن سرّها إِن دَنَت أَنفاس عاشقها

لَهيبها لَم يذب مِن ثَغرِها بَردا

نار تمسّ قُلوب العاشِقين وَمِن

آياتِها لَم تَكُن مَسَّت لَهُم جَسَدا

نار إِذا ما كَليم الوَجد آنسها

وَجد قال لِعَلّي قَد وَجَدت هدى

كَم حَيّة في حِماها مِن غَدائرها

تَسعى فَلَم تَرم يَوماً بِالأَذى أَحَدا

وَحَربة مِن جُفون طالَما ضربَت

بِها صُدوراً غَوَت حَتّى حَوَت رشدا

وَسبحة درّها المَكنون قامَ بِهِ

يسبح الجيد مِنها الواحد الصَمدا

تِلكَ الكرامات مِن أَجفان منكرها

بِها الكَرى ماتَ لَمّا ساءَ مُعتقدا

وَعَقرب فَوقَ ذاكَ الصدغ ما لَدَغَت

شَيخاً بِها ساحَ مِن عشق وَلا وَلَدا

لَيسَ التَصوّف إِلّا لبس فَروتها

وَخَلع فَروة ما في ثَوبِها عهدا

لَو كانَ لِلمرد سرّ ما غَدَت خَدَما

فَالسرّ فيمَن غَدَت تَستَخدم المردا

هَل تُنكر العُرب قَولي أنَّها أَكَلَت

ناراً وَجُلّ رِجال التُرك قَد شَهدا

لا رَيب عِندي في هَذا وَكَم دَخَلَت

فُرن الفُؤاد وَمُذ حَلَّت بِهِ بردا