صاح غي الهوى أثار الجوى بي

صاحِ غِيُّ الهَوى أَثار الجَوى بي

وَكَفى الحال سائِلي عَن جَوابي

كَم هِزبر عَصيتُ إِذ بِتُّ صابي

وَغَزالٍ أَطَعت فيهِ التَصابي

وَغَريمي بِالحُبّ فيهِ غَرامي

أَغيدٌ لَو نار العَواذل مَسَّت

في هَواه مَسامِعي ما أَحسَّت

ثَغره حاجَتي لَه حينَ مَسَّت

حاجِباه بِأَسهُم اللَحظ أَمسَت

عَن مَرامي مِن الرِضاب مَرامي

كُلَّما مَرَّ لي حلت مِنهُ حالٌ

وَبَدا لي أَنَّ السُلوَّ محالٌ

ثُمَّ لَمّا مِنهُ تَجلّى جَمالٌ

لاحَ في خدِّهِ لِعَينيّ خالٌ

وَهوَ بَدرٌ بَدا بِلَيل التَمامِ

بِأَبي خاله الذكيُّ شَذاهُ

جرحُ قَلبي بِهِ يَنالُ شِفاهُ

أَسوَد فَوقَ أَبيض قد جَلاهُ

قُلت لمّا اِنجَلى لِعَيني سَناهُ

حمل البَدر قِطعَةً مِن ظَلامِ

كَم حَسودٍ عَلَيهِ في الحُبّ لاما

حينَ خَطّ الجَمال في الخَدِّ لاما

قلّ صَبري فَحينَ زِدتُ هياما

كَثر الهائِمون فيهِ غَراما

وَقَليل مَن لَم يَكُن ذا هيامِ

وَيح قَلب الشَجيِّ فيهِ وَتَبّا

لخليّ خَلا مِن الوَجد قَلبا

وَلَماه الشَهيُّ قَد طابَ شرباً

إِذ غَدا منهلاً لَدى الوِردِ عَذبا

وَهوَ فيما حَكوا كَثير الزحامِ

يا لثَغر له اللآلئُ كنه

عَنهُ يا برق قَد حَكيتَ فَكُنهُ

هُوَ غَيث الظَما كَما قيلَ عَنهُ

غَير أَني ظَمئت بالوِردِ مِنهُ

وَلَقَد زادَ فيهِ حرُّ أُوامي

كَيفَ أُصلى بِالصَدّ مِنهُ جَحيما

وَأَرى الخدّ جَنَّةً وَنَعيما

نبئي في هَواه أَضحى عَظيما

وَغَدا السهد في جُفوني مُقيما

حينما جدَّ بِالرَحيل مَنامي

مَن مُجير الضَعيف يا أَهل ودّي

مِن قَويٍّ عَلَيهِ رام التَعدّي

كُلَّما رُمت قُربه رامَ بعدي

وَإِذا دامَ هَكَذا فيهِ وَجدي

فَعَلى النَوم يا جُفون سَلامي