عطفا على مستهام رق وانتحلا

يا لِلهَوى من لِصَبّ لَم يَنَل أَملا

عَطفاً عَلى مُستَهام رقَّ وَاِنتَحَلا

عاني المها مُستَهلّ الدَمع هاطله

واهي القوى ما شَكا بُؤساً وَلا ثقلا

بادي الضَنى ذو غَرام سامهُ شَجَنا

وَافي العَنا مشفقاً مِن برحِهِ وَجلا

يَهوى الظبا وَهوى الآرام قاتله

طول المَدى وَهوَ لا يُصغي لِمَن عَذلا

وَيح العِدا وَاللَواحي حَمّلته عَنا

أَزكى لَظى لاعج مِن وَجدِهِ اِشتَعَلا

جَمر الأَسى لَم يَزَل دَوماً يواصله

وَسط الحَشا مصعداً أَنفاسهُ شعلا

ماذا حَوى وَيح قَلبي ظَلَّ مُرتَهنا

مُضنى الجَوى أتقاوى وَالهَوى قَتلا

يَرجو اللِقا وَالظبا تيهاً تُماطله

بَعد النَوى وَعيائي داؤُهُ عضلا

كَم مِن رَشا وَغَزال هَزَّ قَدّ قَنا

تَحتَ الحلى ذو جَمال زيّن الحُللا

إِذا رَنا فتن الأَلباب ناحله

يَسبي الحجا وَبلبّي طالَما هزلا

نَجم هَوى بِأَبي مِنهُ بَديع سَنا

بَدر أَضا لا نَأى عَنّي وَلا أَفلا

تَحتَ الدُجى قَمر تَزهو منازله

باهي السَنا لَو رَآهُ البَدر لاِنخجَلا

ذاكي الشَذا خَدّهُ الوَردي طاب جَنى

حازَ البها وَسُقي ماء الحَيا خَجَلا

بَينَ المَلا جَلّ عَن رَيب ينازله

حَتّى زَها فَغَدا حالي بِهِ مَثَلا

يا طالَما صُنت عَمَّن لامَني أذنا

بَينَ الوَرى كَم حَسود ناصح خَتلا

رمت القَلى رَيثَما أنّي أُجانبه

لا لِلغوى مَسمَعي عَن نُصحه اِعتَزَلا

هَل من لحا وَمدام الثَغر كَأس هَنا

عَذب اللَمى هات يا مَن مِنهُ قَد نَهلا

يا ذا النهى أتُرى نِدّاً يماثلهُ

بَينَ المَلا سكراً أرشفت أَم عَسلا

ما إِن أَرى غَير ما أمّلت فيهِ مُنى

وَرداً حَلا مِن جدى آلاء مَن بَدَلا

إِلّا النَدى وأمين المَجد باذله

مروي الظما ذو المَعالي سَيّد النبلا

بَدر التُقى مَن إِذا أَتلو لَديهِ ثَنا

شَمس الهُدى مَدحهُ يَتلو الثَنا نُزُلا

سامي الذرى رَتّلت مَدحي شمائله

بِلا مرا مَن رَأى تَرتيله اِنذَهَلا

وافي السَخا أَريحيّ كَم حَبا مننا

عالي الثَنا غَير مَغبون بِما اِبتَذَلا

سَحّ العَطا مِن نَدى جادَت هواطله

سَحّ الحَيا لَم يَسمه بَذله مَللا

شَهمٌ سَما كُلّ مَعنى حازَهُ حَسَنا

حازَ العُلى حين عَمّا دونَهُ عَدلا

حَتّى رَقى عِندَما باهَت فضائله

عِزّاً نَما طاوَلت عَلياؤُهُ زُحلا

لا يختشى فَهوَ غَيث البرّ إِن هَتَنا

بَل يُرتَجى وَهوَ لَيث الغاب إِن حملا

إِذا سَطا لَمَعَت بَطشاً عوامله

يَوم الوَغى لِتَرى مِنهُ العِدا خجلا

نال المُنى لا اِنبَرى يَلقى هَنا وَمُنى

طول المَدى لَم يَزَل بِاللَهِ مُتَّكِلا

حَتّى حَوى ظافِراً فيما يحاوله

عَون القَضا غَير مَعصيّ بِما سألا