مستهل الدمع هاطله

مَن لِصَبّ لَم يَنَل أَرَبا

مُستهلّ الدَمع هاطلُه

ذو غَرامٍ سامَهُ شَجَنا

وَهَوى الآرام قاتلُه

وَاللواحي حمّلته عَنا

لَم يَزَل دَوماً يَواصلُه

وَيح قَلبي ظَلّ مُرتهنا

وَالظبا تيها تُماطلُه

وَغَزال هزّ قَدّ قَنا

فتنَ الأَلباب ناحلُه

بِأَبي مِنهُ بَديع سَنا

قَمر تَزهو مَنازلُه

خَدّهُ الوَردي طابَ جَنى

جَلّ عَن رَيب يُنازلُه

صُنت عَمَّن لامني أذنا

رَيثَما أَني أُجادلُه

وَمدام الثَغر كَأس هَنا

أَتُرى نِدّاً يُماثلُه

غَير ما أَملت فيه مُنى

وَأَمين المَجد باذلُه

مَن إِذا أَتلو لَدَيهِ ثَنا

رَتّلت مَدحي شَمائلُه

أَريحيّ كَم حبا مننا

من ندىً جادَت هَواطلُه

كُلّ مَعنى حازَهُ حسنا

عِندَما باهَت فَضائلُه

فَهوَ غَيث البرِّ إِن هَتَنا

لَمَعت بَطشاَ عَواملُه

لا اِنبرَى يَلقى هنا وَمنى

ظافِراً فيما يُحاولُه