هذي هي المرآة تجلى لمن

هَذي هِيَ المرآة تُجلى لِمَن

تشرى لَهُ بِالنَفس لا بِالثَمَن

صُنع يَدٍ تَنظم دُرّ الحلى

جادَت بِها برّاً لِأَهل الوَطَن

مِن صُنع ذي فَضل بِبَيروت لا

مِن صُنع صَنعاءِ بِلاد اليَمَن

مِن آل عَدنان بِأَحسابها

تَفخَر إِعجاباً عَلى ذي يَزن

أَديبنا القاسم مَن جادَ إِذ

أَجاد في نَظم اللآلي وَمَن

فَيا لَها مرآة حُسن صَفا

ماء البَها مِنها لِأَهل الفِطَن

يَهجر مِن طالع أَلفاظها

بِنظر الفكر لَذيذ الوَسن

فَاِنظُر جَمال النَفس فيها وَإِن

تقدح فَفي نَفسك ذاكَ الدَرَن

لا عَيب في المرآة إِن ذمَّها

مُستقبح الصورة بادي الرعن

فَهيَ كَصافي الماء بِاللُطف إِن

خَيل لِلوَحش خَيالاً حَرَن

تَقابل القبح بِتمثاله

وَالحُسنَ أرّخ بِنَظيرٍ حَسَن