إلى أن تعود

وسأُكْسى في القبْرِ ثوبًا جديدا

عاريًا كنتُ قبلهُ وشَريدا

وسأعدو بينَ الجِنانِ وأشدو

كصبيٍّ بالعيدِ أضحىْ سعيدا

وسألقىْ أحبّةً شابهوني

منذُ أنْ غابوا ما ترّقبْتُ عيدا

هلّلي يا روحي فقدْ حان وقتُ

العتقِ ممّا أسميتهِ أنتِ قيْدا

جسدٌ لولاه لما خرَّ صيدٌ

ولما اسطاعَ صائدٌ أنْ يصيدا

جسدٌ لولاهُ لما احتُلَّ بيتٌ

ولما اسطاعَ مجرمٌ أنْ يسودا

جسدٌ لولاهُ لما اهْتزَّ حبٌ

ولما اسطاعتْ شهوة أنْ تقودا

هلّلي فالفقيرُ في القبْرِ أغْنى

والغنيُّ من مالِهِ لن يُفيدا

هلّلي فالسّوادُ في القبْرِ أقوى

والعتيُّ سلطانُهُ لنْ يَعودا

هلّلي قد غدوْتِ في جنّةٍ لنْ

تلتقيْ فيها مُبغضًا أو حَسودا

هلّلي فالهَوى هنا سرمديٌّ

وجميلُ الذّكرى هنا لنْ يَبيدا

هلّلي يا روحي فعيدُكِ هذا

العامُ عمّا سواهُ أضْحىْ فريدا

لا تخافوا عليَّ من وحْشةٍ فال

ميْتُ بين الأمواتِ ليسَ وحيدا

وحشةٌ والرّفيقُ إمّا حبيبٌ

كنتُ فوقَ التُّرابِ عنهُ بعيدا؟

أو عزيزٌ كنّا عرفناهُ حتّى

قبلَ أنْ تنفضَّ الحشودُ شهيدا

أو جدودٌ كنّا التقيناهمْ حيْ

نَ التقينا عزًّا ومجدًا تليدا

أو رسولٌ إنْ يرضَ عنك يُنِلْكَ

اللهُ عفوًا ورحمةً وخُلودا

أعجزَ الحرفَ وصفُهُ والمعاني

والخيالاتِ والرُّؤى والقصيدا

لن ترونيْ إلّا هُنا بعدَ يومي

في انتظارِ الحياةِ حتّى تعودا!