الأجير

لا أصْلح اللهُ حال ثلّةٍ تلدُ

في كل حين أجيراً حظّهُ بلدُ

متّبعٌ أمره في كلّ مهزلةٍ

وفيْ عزاءِ أبيهِ تلتقيْ عُمَدُ

تختالُ في رسمه الأسوار والسُّدَدُ

ويبتهي باسمهِ منْ شابَ والولدُ

تُجَبُّ في ساعة اعتلائه سننٌ

وتختفي من كتابِ ربّها الصّمدُ

لكنّ شيطانَهُ يأبى وينتقِدُ:

حذارِ أنْ تدّعي بأنّك الأحدُ

فيتّقيْ حُمْقَ فرعونٍ ومن سبقوا

ويدّعيْ أنّهُ باللهِ مُعتضدُ

يبحث في الانبياء علّه يجدُ

إسم النبيّ الذي أضاعهُ السندُ!

فيرتقي شيخُه: ياأيّها البلدُ

قد بان صاحبكم واستُكْمِلَ العددُ

ميراثهُ جنّةٌ من تحتِها نهرٌ

تجري ويسكُنُها الطغيان والجَلدُ

صنْو أبيهِ له في كلّ ما يرِدُ

من أنعُم الوطن السّليبِ مُعتقدُ

نِصفٌ لمن صَنعوا عِجلاً لهُ سَجدوا

والنّصفُ نصفٌ لهُ ونِصفُ من فسَدوا

والشعبُ نصفٌ أجيرٌ عند منْ فجروا

والنّصفُ مثل الغريبِ حيْنما يَفدُ

في عهْدِه سوقُنا جاريةٌ وهبتْ

جمالَها للورى وكلّ ما يَردُ

لا يقتضيْ حيّزا في عهدهِ الجسدُ

وتكْتفيْ بالدعا الأمعاءُ والمَعِدُ

في عهدهِ الحيُّ ميْتٌ ليس يُفتقدُ

والميْتُ حيُّ الترابِ ليس ينتقدُ

دونٌ يُحكّمُ في أرزاقِ منْ تعِبوا

غولٌ لإرهاب من لربِّهم سَجدوا

في عرفه البرُّ خائنٌ ومجتنبٌ

وكلّ من خانَ صادقٌ ومُعتَمَدُ

لا أصْلح الله ثلّة هي السّندُ

لتلك في جُرمها المشهود والمَدَدُ

زمّارةً تهبُ شيْطانةً تعِظُ

أفّاكةً تصِفُ كذّابةً تعِدُ

شيخٌ ومُستوْزرٌ وتاجرٌ جشعٌ

لصٌّ وراقصةٌ وفتيةٌ قَعَدُ

إنْ قام في حاجةٍ قاموا كمن جُلدوا

وإنْ تقاعسَ عنْها كلّهم قعَدوا

في ظلّهِ بعضُهم لبعضِهم عَضُدُ

فإن هوى نُثروا كأنّهُم عَضَدُ

لكلّ مُستعْمرٍ أهلٌ ومجتمعٌ

ولسْنُ نارٍ على من همّه البلدُ

لا أصلح الله حال فتية سمعوا

إن يَلْكمُ النومُ لكمةً بها خمدوا