الإنسان

النّاسُ للناسِ حتّى وإنِ اخْتلفوا

فيْما اسْتطابوا أوِ ارْتدوا أوِ اعتقدُوا

هدْيُ النبيِّ وإخوةٌ لهُ بُعثوا

من قبل للنّاسِ لطفاً أينما وُجِدوا

فكنْ أُخيَّ كما أرادكَ القدرُ

واجْذُلْ إذا جَذِلوا واكمدْ إذا كمِدوا

وامْدُدْ يديك بإحسانٍ لِمنْ نُكبوا

وادْعُ بخيرٍ لمنْ نجَوا ومن فُقِدوا

إنّ البلايا بناتُ الدّهرِ هنّ لهُ

علىْ بني البشرِ النّصيرُ والسّندُ

ترى البلادَ بعينٍ لا اثنتينِ فلا

العرقُ يهمُّ ولا اللونُ ولا البلدُ

وليسَ يُؤخذُ في حُسبانِها لغةٌ

أوْ مذهبٌ في ضروبِ العيشِ مُعتمدُ

ولا معوّذةٌ زيْنَتْ بها الجدُرُ

لكيْ تُردَّ عيونُ الناسِ والحسَدُ!

فاليومَ همْ وغداً أنتَ ومن قربُوا

بها تساوىْ القريبون ومنْ بَعدُوا

فكنْ لمنْ بعدُوا عوناً بيومهِمُ

كيْ لا يعِزَّ غداً بيومِك المدَدُ

ولا تحاجِجْ بدينٍ منه حظّهُمُ

ما ينفعُ الناسَ فيما حظُّك الزّبدُ

تقولُ ما شكَروا اللهَ على النّعمِ

وقد بعُدتَ عن اللهِ كما ابْتعدوا

وإنّما بعدُهمْ عنهُ لجهْلهِمُ

فلا تقولنّ بعدُ أنّهم كنَدوا

ولوْ دلَلْتَ عليهِ الناسَ ما جحَدوا

لكنّكَ ارْتحْتَ للدنيا وما تعِدُ

وقدْ حباكَ الكريمُ أوّلَ النعمِ

فلمْ تصُنْها فنُهْ بالسّلم يأتِ غدُ