الإيثار

إيثارُكَ الناسَ عُقباهُ الجحيمُ إذا

ما أنتَ أمعْنتَ فيهِ ناسيًا نفسَكْ

كحالِ مُسْتَغْفَلٍ أعطاكَ مجّانًا

للتوِّ بيتينِ فاقبلْ وادَّخِرْ فلسَكْ

آثرْتَ ناسًا عليكَ اسْتكثرُوا الدّنْيا

قليلَ نعمائِها ما اسْتكثرُوا بُؤسَكْ

حتّى إذا عُرِّفَ الإيثارُ أنَّبْتَ ال

طفلَ الّذي كُنتهُ يا “مهِملًا درْسَكْ”

أفرغْتَ ما فيْ كؤوسِهمْ منَ الهمِّ

كيْ تملأَ منْ ثقيلِ همِّهم كأسَكْ

إذا أتوكَ لحاجةٍ لهمْ قُمتَ

لها كأنَّ مريدَ الجنِّ قدْ مسَّكْ

فإنْ همستَ بِما اعْتراكَ مِنْ غمٍّ

تفاقرُوا وكفَوا بمدحهِم رأسَكْ

أبكاكَ أنْ بدَّلوا الإسلامَ إلحاداَ

ولمْ تؤدِّ فريضةً ولا مَنْسَكْ

ترْجو لهُمُ النّجاةَ في الحياتينِ

مغالبًا تعسَهم وراضيًا تُعسَكْ

عظّمت ما ملكُوا وما بنَوا زمنًا

فتاجَروا فِيكَ حتّى ضيَّعوا قُدْسَكْ

آثرتَ واسْتأثروا أمسِ عسَى ألّا

يضيعَ يومٌ أضعْتَ قبلَهُ أمسَكْ