الدار

سنترك الدار مرة ولن نبقى

وما عنى قطّ هذا أننا الأشقى

فالموتُ رحمةُ رحمنٍ هو الأبقى

وكلُّهمْ تاركوها مِثلنا حقّا

به استراحةُ نفسِ الخيِّر الأنقى

من عيشةٍ لو حلتْ لهُ فلا فرْقا

فإنْ حلَتْ فلِكيْ تزيدَه رَهقا

عزُّ العزيزِ الّذي لا يقبلُ الرِقّا

يزيدُه غدُها بوعدِه عِشقا

في رحمةٍ لم يذُقْ من قبلِها عِتقا

به التخلّصُ ممّنْ زادَهُ فِسقا

صمتٌ يظنُّ به بهتانَهُ صِدْقا

تميتُ أنفاسُهُ أشباهَه خَنقا

إنْ جالسوهُ اضطرارًا أكثروا بصْقا

حتّى إذا خرّ عدُّوا موتَه رِزقا

واسْتحْسنوا الدّفنَ بعد حرقِه حرْقا

نموتُ والنّفس صوبَ ربّها ترقى

إمّا تُعادُ إلى التّرابِ أو تبْقى

فمن يعدْ فسوى العذابِ لنْ يلقى

ومن يظل فالنّعيمُ حصّةُ الأتقى