العبد

لن يقنعَ العبدُ يومًا أنّ مُهلِكهُ

فرعونَ أهلكَهُ ربُّ السّما غرَقا

ولو رأى لُجّةً تُلقي بهِ بدَنا

لقالَ ما أشبهَ الربَّ بمَنْ غرِقا

ولو أتتْهُ السّماءُ كي تُبشِّرَهُ

لسدَّ أُذْنيْهِ واستدارَ مُنطلقا

حتّى إذا غابَ ربُّه ابتنىْ صنَما

لهُ فكانَ لهُ بالرّوحِ ما نطَقا

فالعبدُ في جسَدٍ فرعونُ ساكنُهُ

لو ماتَ ألفينِ فرعونٌ لما افترَقا

بشراكَ فرعونُ إنّ العبدَ ما خرَقا

منهاجَك المستبدَّ منذُ أنْ خرِقا

بشراكَ فرعونُ ما شقَّ لكَ الطُّرُقا

لكي تُخَلَّدَ عبدٌ عنكَ ما انسَرقا

هيهاتَ يا سائلي أيّان مهلكُهُ

ما دامَ في العبدِ منْ دمٍ وما خفَقا

ما ذكّرَ اللهُ في الذّكرِ بمن سبَقا

إلا لأنّهُ حيٌّ في الّذي لحِقا

ما شئتَ عِشْ لن ترىْ فرعونَ مُحتضَرا

في موطنٍ لن ترى عبدًا بهِ انعتقا

إلا إذا أمّ بابًا ظنَّهُ غُلقا

وبابُ ربِّك مفتوحٌ لمَن صدَقا