المحتل

أما عندكَ محتلٌ ؟

فقمْ واشترِ محتلّا

وما عندكَ من يسْطو

على ما زاد أو قلّا؟

ومن يصطادُ أعمارا

ويقفو كلَّ منْ فلّا؟

ومن يلتهمُ الأرضَ

ويسْترعيكَ ما ظلّا؟

ومن لم يروهِ الماءُ

وفي العِرْقِ يرى الحلّا؟

ومن تُسدي له الشكرَ

اذا ابقى لك الظلّا؟

ففتش عن عدوٍّ لا

يداريك إذا احتلّا

ويُشقيك ويُفنيك

إذا ما شأنه جلّا

ويُشفيك من الداء

الذي بالبيت قد حلّا

وما الداء سوى الحمق

إذا ما حرَّ واستعلى

أليس الحمقُ من أودى

بغَضٍّ أشبهَ الفلّا

أليس الحمقُ من أردى

أمان العمرِ فاعتلّا

ومن في عهدهِ استجدى

أصيلُ النبعة البغْلا

أما عزّ به الزعرا

ن والأستاذ قد ذُلّا؟

وجاع العلمُ واستعطى

العليمُ الأعلمُ الجهلا؟

أما أغتيلت فلسطين

وشُقّت عندما استولى؟

أما جاورتَ في أيّا

مه الطاعونَ والسّلّا؟

ومرآةً إذ استفتيْ

تها غرّا أرتْ كهْلا؟

أما زلْت على الجمرِ

وعُقب الشهر ما ولّى؟

ففيم الصبر والكتما

ن؟ قمْ واشترِ محتلّا

فقد عجّت به الأسوا

قُ والإقبالُ قد قلّا

وموْق العُرْبِ بات اليو

م ذا تكلفةٍ أعلى

وفي حرّ من احتلّا

تلمُّ القِبلةُ الشّملا

ولا تستسلمُ الروح

ويبقى السيفُ مُستلّا

ولا يُستنصحُ الجهلُ

ويَبني العلمُ ما ثُلّا

وتملي الحكمة الحكم

ويجلو الحمقُ منسلّا

ويعلو صوتُنا الحقّ

فيمضي البطْلُ مُنشلّا

وخير القول ما قلّا

وخير القُلِّ ما دلّا