المفر

إلى اللهِ إلى اللهِ المفرُّ

فما ظلَّ عليها لا يسرُّ

و أيّامُ المزاميرِ تطولُ

وساعاتُ الأحاديثِ تمرُّ

وأخلاقُ النبيّين تردُّ

ومنهاجُ الشياطين يقرُّ

وشرحُ الصحبِ للقرآنِ هذْرٌ

وأقوالُ الميامسِ فيه درُّ

وأمجادُ بني العبّاسِ شرُّ

وأيّامُ بني الأصفرَ غُرُّ

وهدْمُ مصانعِ التاريخ مرُّ

ولكنّ الفتوحاتِ أمرُّ

وسيفُ الله للنسوةِ زيرٌ

ونابليون بونابرت حرُّ

وأسْدُ العُرْبِ في الغرْبِ تُسبُّ

وحُمْرُ الغربِ في العُرْبِ تُبرُّ

وإن سُبَّ النبيُّ فذاك رأيٌ

وإنْ رُفعَ الأذانُ فذاك ضُرُّ

وخيباتُ بني أمّي تزيدُ

وأصغرُها لأكبرِها تَجرُّ

وصدرُ الأرضِ بالخلقِ يضيقُ

وما عادَ لخيباتٍ مقرُّ

لها جوفٌ إذا ضاقتْ بقومٍ

أَحلَّهمُ الإلهُ لها فخرُّوا

أكادُ أرى قضاءَ الله فيهِمْ

وليسَ لهمْ منَ الله مَفرُّ

شَروْا حلماً لو استفتيتَ فيهِ

الشياطينَ لقالتْ ذاك شرُّ

كذلك قامرُوا بالصّحوِ جهلاً

بأنّ الحُلمَ للصّحوِ مَمرُّ

وأنّ مآلَ نهرهمُ القصيرِ

محيطٌ بلْ على الحمقِ أَصرُّوا

وما انتبهوا إلى أنّ الصغيرَ

من الأحلامِ خُدّامُه كثْرُ

فما كانوا على قدْرِ الصّغيرِ

وقد فَرَغَتْ له أُممٌ تكرُّ

فدُعُّوا لبياديهِ وجوهٌ

بأخبارِ الهزيمةِ تكْفَهِرُّ

بنوْا بيتاً من الوهمِ ببيدٍ

بها ريحٌ لذي وزنٍ تَثرُّ

وعلّوا فيه ناسينَ بأنّ

بُنى الوهمِ بلا ريحٍ تخرُّ

شروْا أمساً على خدّيهِ ظلّت

معالمُ كفِّ أمسِهمُ الأغرُّ

وفي عيْنيهِ شكوى من عصورٍ

هي البردُ بيومٍ يستحِرُّ

وفي أُذُنيْهِ بُقيا من صهيلٍ

لأمسٍ هابَهُ بحرٌ وبرُّ

وتسألُني لمَ الآنَ أفِرُّ

ومثلي بالهزيمةِ لا يُقرُّ

وكِسْراتٌ من الخبز يمنُّ

بها الجوعُ بحلقي لا تمُرُّ

وقطْراتٌ من الماءِ يمنُّ

بها الغُلُّ من الجمرِ أحَرُّ

فقلْ ما شئتَ لا رُدّت حياةٌ

بها الأعينُ والآذانُ ضرُّ

أفقتُ على أُسودٍ لا تلينُ

فحلّ محلّها سودٌ وحمْرُ

وخيلٍ حسنُها برهانُ عزٍّ

يسوس أُمورَها أُسْدٌ ونُمْرُ

وما ساستْهمُ الخيلُ ولو أن

نها فعلتْ فحكمُ الخيلِ فخرُ

وليت الأُسْدَ قد علِمتْ بجيلٍ

يسوسُ أمورَه بالموءِ هرُّ

لهم في الأرضِ خزيٌ ما استمرُّوا

وفي نارِ جهنّم مستقرُّ