حب الدنيا

بذلتُ في حبِّ “دنيا” المالَ والولَدا

فكان أنْ شيّبتْ ذؤابَتي ولَدا

أطعتُها وهوىً في دارها وُلِدا

وما خلا نفسَها فلم تطِعْ أحَدا

وهبتُها الصّعبَ وانتظرتُها أمدا

فجَاوزَتْني لمَنْ لم يُعطِها أبدا

ما طِقْتُ في أمرِها ندًّا ولا عضُدا

فكانَ غيري الّذي بحُسنِها انفرَدا

حتّى إذا ما استفاقَ العُمْرُ مُرتعِدا

من سكرةٍ خمرُها الصِّبا وقدْ نفِدا

قالَ تهاونْتَ بي ما كنتَ مُقتصِدا

إذْ سُقْتَ ليْ في هواها المرَّ مُجْتهِدا

حتى تدَنَّى دنيُّ الأصْلِ مُنتقِدا

أخصُّ منْ نالهاوفرَّ مُبتعِدا

إنّي لمُسقيكَ من خمْري فكُنْ جَلَدا

أرذِلْ بهِ إذْ به تُمسِي كمن فُقِدا

فاصبرْ على مُرِّهِ ولا تقُلْ فسدا

ما مرّ مثلُ الّذيْ أسقَيْتني أوَدا

فإن أفقتُ فما أفاقَ من هرمٍ

مُسْقيكَ إيّاه غيرُ ميّتٍ لُحِدا